بخاري بشير يكتب: مدارسات مع قوى التغيير!
بالأمس كنت حاضرا لجلسة حوارية ونقاشية بمنبر (طيبة برس)؛ استضافت فيه القياديين بالحرية والتغيير الاستاذ ياسرعرمان والاستاذ جعفر حسن.. والجلسة نظمتها (طيبة برس) باقتدار بما اكتسبته من رصيد وتجربة ثرة وثرية ورفدها دائما للساحة السياسية بالافكار والموضوعات.. يتقدمها قائدها الأستاذ والصديق محمد لطيف.. الجلسة حضرها عدد كبير من رؤساء التحرير وكبار الكتاب وقادة الرأي العام.
بحسب التقديم .. وبحسب افادات المتحدثين؛ واستماعهما باهتمام بالغ لمداخلات وأسئلة الحضور؛ أحسست ان (الحرية والتغيير) كانت أقرب الى أنها تريد الاقتراب أكثر من الصحافة؛ أو ربما اكتشفت أهميتها بالنسبة للساحة السياسية وما يدور فيها هذه الايام من (سجالات واستقطابات وحراك)؛ بالتأكيد كانت قوى التغيير هي (الفاعل الرئيس) فيه؛ والآخرين يمثلون ردود الفعل .. وهذه (محمدة) تحسب لها.. فالساحة السياسية تهاب وتحترم الذي يصنع الفعل ؛ لا الذي يجئ كـ (رد فعل). وهذه حقيقة لا نريد أن نغمطها من أصحابها.
جاء عنوان الجلسة الحوارية تحت مسمى (العملية السياسية) ومآلاتها؛وتوقع الحضور ان يستمعوا لجديد فيما يلي مسألة (التسوية) بين العسكر والتغيير.. لكن ما قدم من افادات لم يشف غليل الصحافيين الذين سارعوا بطرح عدد من الأسئلة.. وكانت أغلب افادات الأستاذ جعفر حسن حول المخرجات الأخيرة والتفاهمات التي جرت بين الطرفين.. وربما استطاع ياسر عرمان ان يقدم بعض (الافادات الجديدة) بطريقته المعروفة.. التي كان فيها (خشنا) وهويتحدث عن (الفلول) وربما كان الكمرد عرمان لا يفوت أي فرصة او منبر ولا يعبر فيه عن تحركات (الفلول أو الوطني المحلول).. ولا أدري ما السبب وراء الطرق المستمر لهذا المصطلح .. اللهم الا اذا كان وراء الأمر ما وراءه.
كنت مهتم جدا ببعض (الاشارات الجديدة) التي جاءت في حديث عرمان؛ وبالتحديد النقطة التي تحدث فيها عن اتجاههم لانشاء او تكوين (كتلة جديدة).. تتكون من قوى الثورة وبعض الأحزاب الأخرى التي اسموها (قوى الانتقال)؛ وهي الاحزاب التي لم تشارك الثورة – بحسب وصفهم- لكنها أيدت الانتقال.
اهتمامي تركز حول دور المجموعة الثانية .. وهي (قوى الانتقال).. والتي تحدثت عنها الوثيقة في حقوقها (أن ليس لها الحق في المشاورة في اختيار رئيس الوزراء فيما تستشار فيما غير ذلك).. والذي له الحق في تسمية أو تحديد معايير رئيس الوزراء هم (قوى الثورة) فقط.
بهذا التصنيف شعرت أن (الكتلة الجديدة) التي يتحدث عنها عرمان ربما كانت بها فوارق ليست (طبقية).. ولكنها (حقوقية).. وهذا اول سبب سينسف هذه الكتلة.. وربما استغل اعداءها هذا السبب للنيل منها.. فكيف في العمل السياسي يكون هناك (حزب سيويبر- أو شخص سيوبر) وآخر عادي.. ويمنح الأول حقوقا يتم سلبها من الثاني؟.
وكيف تستقيم عملية الممارسة السياسية.. طالما ينظر البعض للآخر بأنه (دون).. ويتم (تفضيل حزب) على آخر أو مجموعة على أخرى.. والغريب أن الجميع مشتركون في أجندة واحدة وأهداف واحدة كما قال السيد عرمان.. فكيف نشترك في الهدف؛ ونختلف في الحقوق؟
لا أظن ان التصنيف بهذه الطريقة سيكون فيه مصلحة للعملية السياسية .. لان اول ما يهزم العملية السياسية هو (التصنيف) او عدم العدالة في (الحقوق).. وليت الحرية والتغيير تهتم اكثر وتعيد النظر في هذه القضية الحساسة والتي تقسم الأطراف الى (مهم).. وغير!!
صحيفة الانتباهة