محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: ابحثوا عن (الحل) لا تبحثوا عن (الأزمة)


(1)
• اذا حدثت (تسوية) او لم تحدث، يجب ان تكون قوى الثورة متفقة على ما انتهت اليه الاوضاع.
• اتفقوا على التسوية.
• او اتفقوا على اللا تسوية.
• الاتفاق والوحدة والسلمية هي ضماننا الوحيد على انتصار الثورة.
• الاتفاق على (مكروه) نتوحد فيه افضل من الاختلاف على (محبوب) نتفرق حوله… ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ).
• علينا احترام القرار اياً كان موقفنا منه – لأن الديمقراطية هى احترام (رأي الاغلبية) او (القرار النهائي) اذا كان رأي الاغلبية في مثل هذه الاوضاع من الصعب الوصول اليه.
• القيادة الثورية في الحرية والتغيير هي التى تمثل الاغلبية وان كان هنالك اختلاف حولها، او هي التى تمثل القيادة السياسية لقوى الثورة – لذلك علينا دعم قرارها بدلاً من العمل لإفشالها من اجل انتصارات شخصية ومواقف حزبية خاصة.
• الذين يعملون لإفشال (الحرية والتغيير) من الحرية والتغيير نفسها لو فعلوا ذلك مع (العسكر) لنجحوا في ذلك و لانتصرت ثورتهم.
• أي حزب او مجموعة تعمل من اجل تفرقة قوى الثورة وزرع الفتنة والخلافات بينهم هي قوى تخدم المعسكر الاخر وينتفع منها (الفلول) اكثر من انتفاع الفلول من فلولهم.
(2)
• التركيبة السياسية والمجتمعية في السودان عمل النظام البائد على ان يجعلها تركيبة (عسكرية) – المجتمع السوداني مجتمع (قبلي) – الاخطر من ذلك ان معظم القبائل اصبحت قبائل (حربية)، وهي قبائل تمتلك الذخيرة والسلاح – الاحزاب السودانية نفسها حلت محلها (الحركات المسلحة)، هذه الوضعية تستلزم من القوى المدنية السيطرة على الجيش والشرطة وقوات الدعم السريع وجهاز المخابرات والحركات المسلحة والتوافق معه – لا يعقل ان تفقد القوات النظامية في بلاد تسيطر على اطرافها النزاعات القبلية والحركات المسلحة والخرطوم لوحدها يوجد فيها (10) جيوش مختلفة.
• حكومة مدنية كاملة لا تستطيع ان تحكم شعباً (عسكرياً) يتكون من القوات النظامية المتعددة والحركات المسلحة المنتشرة في ربوع البلاد والقبائل المسلحة وما خفي من كتائب الظل كان اعظم.
• ليس من مصلحة الحكومة المدنية ان تجعل معارضتها تتكون من القوات والحركات المسلحة.
• هذه الوضعية تستوجب ان يكون هناك اتفاق وتنسيق مع (الجيش) وإلا عمت الفوضى والخراب في ربوع البلاد.
• المرحلة الانتقالية لا يمكن ان يحدث فيها انتقال يكون سبباً في الفوضى والتفلتات والانقسامات.
• لا تتركوا القوات المسلحة للفلول ليعبثوا فيها ويسيطروا عليها ويحولوها الى خلايا (كيزانية) – اخر تلك المظاهر ظهرت في اعلان الصوارمي عن تنظيم عسكري يحمل اسم (كيان الوطن)… الى هذا الحد وصلت جرأتهم.
• والغرب ملتهب.
• والشرق ينتظر.
• والشمال يترقب.
• هيكلة الجيش والسيطرة عليه تتم بالاحتواء وليس بالدخول في معارك مع القوات المسلحة لأن المكون المدني لا يملك قدرة ولا سلاحاً للدخول مع الجيش في معارك او حتى خلافات او صراعات.
• الجيش جيش السودان يجب ان نعمل على هذا الاساس.
• التسوية وحدها القادرة على اطفاء نار هذه الفتنة وتلك النزاعات التى يمكن ان تحدث بين المكون المدني والمكون العسكري.
• التغلب على الجيش لن يكون بالبندقية – هذا امر من سابع المستحيلات تغلبوا عليه بالمنطق والحوار والاتفاق والقانون.
• من يجروكم الى صدام مع الجيش يجرون الوطن الى العتمة والخراب.
• كل المكونات يجب ان تعمل لأجل الوطن ومن اجل امنه واستقراره.
• اختلافنا مع (الفلول) في المقام الاول قائم على انهم يعملون من اجل ضرب استقرار الوطن لا تساعدوهم في ذلك الهدف.
• اكسبوا الجيش ولا تقدموه لقمة سائغة للفلول الذين حاولوا منذ سقوط نظامهم ان يكسبوا الجيش وان يجعلوه في صفهم.
• حدث سلام مع الحركات المسلحة، هل من الصعب ان يحدث سلام مع الجيش؟
(3)
• دائماً اقول ان الحزب الشيوعي السودان اذا طور من مفاهيمه يمكن ان يحقق مكاسب كثيرة – غير ان الحزب الشيوعي يسير على نمطه القديم الذي لا يحقق له شيئاً.
• السياسة هي شيء اخر غير ذلك الشيء الذي يمارسه الحزب الشيوعي السوداني.
• الحزب الشيوعي السوداني في أي قضية يبحث عن (الازمة) لا يبحث عن (الحل) لهذا ظلت عقلية الحزب الشيوعي السوداني ثابتة وغير قابلة للمتغيرات والتطور رغم ان كل الاشياء حوله تتغير وتتطور.
• بعد انقلاب 25 اكتوبر وعلى امتداد عام كامل – لم ينجحوا في اقتلاع السلطة من المكون العسكري وظلت الثورة كامنة في الشارع اما في الاحزاب السياسية فقد عادوا الى بياناتهم ومؤتمراتهم الصحفية التى لا تسمن ولا تغني من جوع.
• في عام الانقلاب حدثت المزيد من الانتهاكات وعمت الفوضى واشتعلت النزاعات القبلية وضعفت الدولة وكادت ان تتلاشى وكانت هذه البيئة ملائمة للنظام البائد ليعود سياسياً واقتصادياً ورياضياً وإعلامياً الى الساحة من جديد.
• في هذا العام تم اطلاق رموز النظام البائد المتهمة في قضايا فساد وقضايا جنائية ضد المتظاهرين.. لم يتحقق شيء من العدالة ولا السلام ولا حتى الحريات في ظل اغلاق الجسور بالحاويات.
• اين الحزب الشيوعي من ذلك؟ وما هو دورهم لإيقاف ذلك المد الكيزاني؟ – اننا بعد عام من الانقلاب لم نحس بوجود الحزب الشيوعي إلا عندما طرحت (التسوية) في الساحة من جديد؟
• السلطة العسكرية لن تسقط بالبيانات ولا الاجتماعات السرية في ثورة جاءت لتكون في الجهر.. لقد خسرت الثورة الكثير في هذا العام ولم تحقق القوى الثورية شيئاً غير ان ابناء هذا الشعب ظلوا في الطرقات يقدمون ارواحهم من اجل ان تبقى وتظل الثورة مشتعلة.
• ماذا قدمت الاحزاب ؟ لا شيء!!
• الشارع السوداني غير المسيس قدم بعد انقلاب 25 اكتوبر ارواح ابنائه وفدى الثورة بالأبدان والمقل والأرواح من شباب اعمارهم دون العشرين سنة لا علاقة لهم بالأحزاب السياسية.
• اين الاحزاب السياسية من هذا الحراك الذي اكتفوا منه بـ(البوستات) الثورية والتعليقات الملتهبة؟ … حتى الرصد والمتابعة والرفض يأتي من قطاعات مهنية مثل لجنة الاطباء والمحامين وشبكة الصحفيين والمنظمات المدنية والمنابر الاعلامية.
• الاحزاب السودانية لم يكن لهم دور اكثر من انهم كانوا ينتظرون الحريق حتى يشبعوا في (اللطم) بعد ذلك.
• الفواتير يدفعها الآن ابناء هذا الشعب (العزل). على الاحزاب ان لا تزايد بهم لتعرضهم للمزيد من المخاطر في سبيل مراهنات حزبية تخصهم وحدهم ولا تعني الوطن في شيء.
• يجب ان تكون هنالك قيادة رشيدة لتلك الاحزاب تمتلك الحد الادنى من الوعي والفهم الذي يجعلهم على الاقل يتفقون فيما بينهم.
• الوطن في مرحلة بناء وليس في مرحلة هدم.
• امنحونا نموذجاً ومثالاً يحتذى به – قدموا لنا صورة تتفقون فيها – بدلاً من ان تظهروا بهذا التراشق والصراع.
(4)
• بغم
• الوطن يجب ان لا يكون محل (صرفة الصندوق) ليكون الصراع بين الساسة والعسكر والأحزاب حول – على من تكون (الصرفة) القادمة؟
• وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

صحيفة الانتباهة