عودة مولانا الميرغني ٠٠٠هل تساعد في إخراج البلاد من عنق الزجاجة؟؟
لقد كنت قبل وصول مولانا الميرغني بساعات،، في حوار مع شخصية من كبار الخلفاء و عمدة مقرب َ جدا لآل البيت ٠٠٠قلت له بعد كل هذه الحفاوة و النشوة و الاستقبال الجماهيري لهذه الحشود الضخمة من المريدين و قيادات الحزب و غيرهم من ممثلين لعدد من الكيانات السياسية و الأهلية التي تقاطرت نحو المطار و مسجد السيد عليه الرحمة والمغفرة ٠٠٠لعلي اخشى بعد كل هذا الزخم أن يتمسك مولانا بخط ابنه جعفر الذي اصطف وراء ما عرفت بالكتلة الديمقراطية، من وكلاء الإنقلاب و شركاء السلطة الانقلابية، و غيرهم من المتماهين معها ، و ان يخسر الرهان و ان َ يخصم هكذا موقف كثيراً من رصيد هذا الحزب التاريخي العريق احد صناع الاستقلال ٠٠٠٠٠و يفقد الشباب الذين ضحوا من اجل هذا التغيير ٠٠ شباب هم كل الحاضر و كل المستقبل ٠٠فلا يعقل بعد أن تقاضت القوي الثورية عن مشاركته في الإنقاذ و اعتبرته من قوي الانتقال و شريكا في العملية السياسية، إن ينحاز لمن اعاقوا مسيرة التحول الديمقراطي و من ثم يزيد الأزمة اشتعالا، و يكون شريكا في إطالة أمد الأزمة التي تكاد تعصف بالبلاد ٠٠٠فهل يا ترى من اجل ذلك عاد الميرغني بعد كل هذا الغياب الطويل!؟ يجب أن يعيد حساباته و ان ينحاز للشباب و للثورة كما فعل ابنه الحسن و ود البيت إبراهيم الميرغني ٠٠٠فالدولة قد افتقرت تماما للحكماء بعد أن قضى جلهم نحبه و هي أحوج أكثر من أي وقت مضى لحنكة و حكمة مولانا الميرغني ٠٠٠في هذا الظرف الحرج و الأزمة الوجودية التي جعلت البلاد على شفا جرف من مصاف الدول ألفاشلة ٠٠٠فحزب هو من صناع الاستقلال لا يمكن ان يصطف وراء من تسببوا في هذه الانهيار التام للدولة و ذلك باستدعائهم للانقلاب و تماهيهم مع الحكم العسكري فقط لتقديم مصالحهم السياسية و الجهوية الضيقه على مصلحة الوطن تكالبا على كراسي السلطة ٠٠و لا عزاء لأهل المصلحة الذين دفعوا لعقود خلت ثمن الحرب َ الاهلية ٠و كانت نتيجة ذلك ان عاد السودان مرة أخرى الي مربع العزلة الدولية و الإقليمية و قطيعة مع المؤسسات المالية الدولية متعددة الأطراف و تعليق مسار الديون التي اقعدت بالاقتصاد السوداني و لم تعد لموازنته من موارد سوى الجبايات و جيب المواطن ٠٠٠و تصاعد في ضيق معاش الناس ٠٠و تضخم و ركود و شلل تام في قطاعي السوق و النقل، بصورة لم تكن مسبوقة في تاريخ السودان ٠٠٠و تهديد للمواسم الزراعية، و تصاعد مخيف في شح الدواء و غلائه و ارتفاع طال حتى الأدوية المنقذة للحياة و تحرير اليوم حتى لأسعار الأدوية التي تقع تحت مظلة الخدمات الطبية، و أخطر من ذلك ارتفاع ملحوظ في رسوم الدراسة حتى في القطاع العام ٠٠٠الامر الذي جعل منظمة اليونسيف تدق ناقوس الخطر و تصرح بأن ثلث التلاميذ لم يلتحقوا هذا العام بمدارسهم٠٠٠؛!! فضلا عن الصراعات الدموية و الحروب الأهلية التي، و في غياب بسط سلطة و هيبة الدولة، أدت إلى إزهاق آلاف الأرواح في عدد من مناطق السودان ٠٠
نعم لعل الكثيرين استبشروا خيرا بمقدم مولانا الميرغني بعد طول غياب من أرض الوطن ٠٠٠و قد تفاءل الناس كثيرا أن تسهم هذه العوده بما فيه مصلحة هذا الشعب و تحقيق احلام شبابه في أرساء دولة الحرية و العدالة و السلام و التنمية ٠٠٠و انتشالها من وهدة الفقر و الجوع و التخلف و المرض،، و في سبيل أن يستعيد السودان موقعه الطبيعي بين الأمم و ان ينعم بنظام حكم العسكر مدني ديمقراطي راشد، يرفد العالم بموارده و خيراته التي ينضح بها بإطن الأرض و ظاهرها٠٠
فهلاإ لتقط مولانا القفاز و لم يألوا جهدا مع القوى الوطنية، في سبيل إخراج هذا الوطن من عنق الزجاجة؟؟؟؟
صحيفة الانتباهة