مقالات متنوعة

هاجر سليمان تكتب: إلى (التور) تورك


المفوض السامي لحقوق الانسان فولكر تورك قام بزيارة غير مرغوبة ولكنها رغم أنف النظام وسبحان من جعلنا نمتثل ونرضخ لاوامر الأغراب ولم يتبق لنا سوى ان نبوس الايادي وربما (ننبطح) نسأل الله السلامة .
ذلك الساذج المسمى بـ(تورك) اطلق تصريحات على الهواء الطلق وكأنه يأمر أهل بيته ويقول يجب ان تلغى عقوبة الإعدام وسنعمل على ذلك، ولم نعرف حتى الآن ماهي وظيفته الجديدة من بين المستعمرين الجدد للمستعمرة الافريقية (السودان)، الرجل أرغى وأزبد وتحدث دون مراعاة لفروقات الدين والعرق بل وحتى مستوى التعليم وقال ماقال عن جهالة سيندم عليها كل من يؤيدها ويثني عليها .
فعقوبة الاعدام في حالة جرائم القتل لاتلغى الا في حالة واحدة وهي حالة العفو من قبل اولياء الدم فديننا الحنيف وشريعتنا والقرآن الكريم اوصى بالقصاص وقال تعالى : (ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون) صدق الله العظيم وقال تعالى :(الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) صدق الله العظيم وغيرها من الآيات التي تحث وتشدد على الاخذ بالقصاص وهو القتل في حالة القتل اي بمعنى انه عقوبة الاعدام التي يسعى ذلك الرجل في محاولة بائسة لالغائها بجرة قلم .
عقوبة الاعدام لم تلغها امريكا الدولة الاولى في العالم فلماذا يسعى المفوض لالغائها في شعوبنا ام انه محاولات العبث والتدخلات المستمرة والمرفوضة في الشأن الداخلي، ووصل الحال في امريكا لتنفيذها بطرق مهينة بينها الكرسي الكهربائي او الحقنة القاتلة وهو ما يسمى لديهم بالقتل الرحيم ومافي حاجة اسمها رحيم طالما انه في النهاية قتل .
شريعتنا التي حرمت قتل النفس الا بالحق وهذا الاستثناء جاء لحفظ حقوق الآخرين فهي لم تتمسك بالقصاص والقتل جزافا ولكن ذلك التمسك يأتي من باب إرجاع الحقوق لأصحابها وتحقيق العدالة وليس هنالك ديانة على وجه الأرض تمسكت بتحقيق العدالة أكثر من ديانة الإسلام .
ان لم تنفذ عقوبة الإعدام في حق القتلة فان ذلك سيصبح مدعاة لفتح باب الثأر، كما كان يحدث في العصر الجاهلي الاول وقتها كان اهل القتيل يثأرون وبلغ الثأر بأن دمر أمما ولا ننسى حرب البسوس التي دامت اربعين عاما بسبب ثأر لجريمة قتل وكذا حرب داحس والغبراء، وحينما جاء الاسلام وأرسى تعاليمه جاء ليتمم مكارم الأخلاق وينفي الجاهلية عن الناس ويجعل صاحب الحق يحتكم الى قاضي المسلمين ثم يحصل على حكم رادع وعادل ويتم القصاص ويعدم القاتل فترضى النفوس وتهدأ ولاتقوم الحروب .
أما دعوات تورك هذه فهي مدعاة لعودة العصر الجاهلي وتفشي القتل بين الناس وضياع الحقوق وانتهاك العدالة والاستماع لصوت القبيلة والجهوية ، هذا الرجل يتحدث دون ان يفكر وهذا قمة الحمق والغباء لان مثل هذه التصريحات في وقت كهذا تمثل شرارة عظيمة لبداية نهاية الدولة وسيادة قانون الغاب .
مثل هذه الشخصيات بغيضة وزياراتها مرفوضة بالنسبة لنا كشعب فنحن كنا ومازلنا نريد القصاص وإعدام قتلة ابنائنا الثوار وان يتم إعدامهم في مقصلة لتتحقق العدالة لأسرهم فالعدالة لا تتجزأ ولا تنتقى فاحذروا مثل هذه التصريحات الملغومة .

صحيفة الانتباهة