محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: “تبقى ملامح في ذريتك”


(1)
• الحرية عند السودانيين احدى مكونات (جيناتهم) الوراثية الراسخة.. الجينات توجد في (الصبغيات)، التي توجد في (نواة الخلية)، لهذا فان (الحريات) توجد عند الشعب السوداني في (نواة الخلية) ، يتوارثونها جيل بعد جيل.
• لم اجد اروع من اكتشاف شاعر الشعب محجوب شريف لتلك (الجينات) وهو يجعلها في ذلك الامتداد (الجيني) نتوارثها من جيل الى جيل.. (وعمق احساسك بي حريتك .. يبقى ملامح فى ذريتك) – ليس هنالك ارتباط بين الحرية والشعوب اعمق من هذا الارتباط الذي جعله محجوب شريف (احساساً) ينتقل من مرحلة (الاحساس) الى مرحلة (الملامح) التى تظهر في (الذرية) الصالحة لتبقى تلك (الملامح) احدى مواصفات ومقومات ومكونات الجنسية السودانية والرقم الوطني – لو لم يكتب محجوب شريف في حياته غير هذا المقطع لأهّله ذلك ان يكون شاعر الشعب وحبيبهم – وكفاه ذلك عن نضاله الذي جعل رئتيه تتلفان من رطوبة السجون وتعفن مياه الصحة في الزنازين التى كان يحبس فيها.
• ليس محجوب شريف وحده … هذا المقطع الذي قال فيه محجوب شريف (وعمق احساسك بي حريتك ..يبقى ملامح في ذريتك) يكفي الشعب السوداني من كل شيء من الذهب والبترول والليالي المخملية والعمارات السوامق والأسماء الاجنبية.
• لو كان الامر بيدي لطبعت هذا المقطع (وعمق احساسك بي حريتك ..يبقى ملامح في ذريتك) في الجنيه السوداني وطوابع البريد والمقررات الدراسية والموانئ والمطارات والأرصفة.
• هذه هي ملامحنا احساسنا بالحرية – ما اعظم الشعب السوداني الذي جعل ذلك من عمق احساسه.
• الامر لا ينتهي هنا وإنما يمتدد في ملامح ذريتنا.
(2)
• نحن السودانيون قمنا على ذلك – احساسنا بالحرية الذي تجسد في ملامحنا عشناه في حياتنا وفي واقعنا المعاش، اذا الحكومات والسلطات لم تفهم ذلك سوف تكون دائماً آيلة للسقوط – فعلها الشعب السوداني ثلاث مرات وظل يكررها في ثورة ديسمبر المجيدة دون ان يستوعب اهل السلطة ذلك الدرس.
• دائماً امام السوداني عدد من الخيارات، نعيشها هكذا تعددية في كل شيء (هلال مريخ) .. (انصاري وختمي) .. (وردي وعثمان حسين) .. (طب وهندسة).. (قراءة وسوق) – سوف تجد كل الاشياء في الحياة السودانية تعرض وتقدم بشكل (ثنائي)… وهذا شكل من اشكال الاحساس بالحرية.
• حتى مواعيدنا تأخذ هذا الشكل الثنائي (السبت او الاحد) .. الساعة (خمسة او ستة) .. لا بد لك من هذه (الخيارات) وأنت تتحدث مع أي سوداني – لا يوجد امر واحد يمكن ان يلتزموا به – لا بد لك من ان تعطيهم عدداً من الخيارات، هكذا هي تركيبة أي سوداني وهذه هي ثوابت الشعب السوداني العظيم.
• في موائدنا السودانية ومع ضيق الظروف الاقتصادية، (الصينية) تتعدد فيها الاصناف – التعددية عندنا في الكسرة والقراصة واللقمة والعصيدة والرغيف – في المفروك والمطبوخ – المر والحلو… وننتقل في (لبسنا) بين (الجلابية والبنطال) – الثوب والطرحة… (العمة والشال).
• السودانيون (الحنة) عندهم في ليليتين.. الحنة الصغيرة والحنة الكبيرة.
• نحن شعب تكونت جيناتنا على شكل (ثنائي) تجسيداً لقيمة الحرية وإيماناً بها.
• شعب بهذه التركيبة لا يمكن ان يحكم بصورة دكتاتورية او عسكرية او احادية– اذا عزلت الشعب السوداني عن (الحرية) عزلت نفسك عن السلطة وعن الكهرباء والماء والحياة، الحكومات التى تفعل ذلك تسقط سريعاً وان كان ذلك بعد (16) عاماً او (30) عاماً.
(3)
• الشعب السوداني يستحق حكومة تفهم ذلك… يستحق قيادة تدرك عظمة هذا الشعب.
• لا نتكلم عن شعارات – نتحدث عن طبائع وملامح وجينات – افهموا ذلك واعملوا من اجل ترسيخ هذه القيم ودعمها.. من يمشي عكس ذلك يمشي ضد الطبيعة وضد الشعب السوداني ومن يمشي ضد الشعب السوداني لا يكسب شيئاً.
• بل يخسر كل شيء.
• كل شيء.
(4)
• بغم
• أتخيل الحالة التى يمكن ان يكون فيها التوم هجو ومبارك اردول .. وأقول لهما ان الذي لم يتعلم من (الفلول) يمكن بين ليلة وضحاها ان يكون جزءاً منهم.
• وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

صحيفة الانتباهة