بخاري بشير يكتب: السفير ود الياس.. وملف العلاقة مع مصر!
يوم السبت الماضي استنطقت هذه الصحيفة السفير محمد الياس سفير السودان بمصر وفتحت معه جملة من الملفات التي تهم علاقة البلدين بالدرجة الأولى.. وفي اعتقادي أن حوار السيد السفير وطرح هذه القضايا جاء في الوقت المناسب، لما يميز (خصوصية) العلاقة مع مصر والسعي الحثيث من الجانبين لإنفاذ عدد من المشروعات الحيوية وتنفيذهاعلى الارض، مثل الربط الكهربائي ومد خط السكك الحديدية واستمرار التبادل التجاري.
كل هذه الملفات من الأهمية بمكان؛ لكن أكثر ما لفت نظري في حديث السيد السفير ثلاث نقاط نتناول أولها في هذه المساحة بالشرح والتعليق، ونترك الآخرين لمناسبة قادمة باذن الله.. والنقاط الثلاث هي رضا السيد السفير عن (الدور المصري) في حل الأزمة السودانية.. وثانيها قوله “ان العلاقات بين السودان ومصر حتمية المصير المشترك”.. وفي هذا الباب قال كلاماً كثيراً؛ ينم عن (فهم) عميق من السفارة السودانية وقيادتها ممثلة في شخصه لطبيعة و(خصوصية) العلاقة السودانية مع مصر.. والموضوع الثالث هو حديثه عن حجم (الجالية السودانية) الموجودة بالقاهرة وتناميها في الآونة الأخيرة؛ واشارته لامكانيات السفارة التي –لا توازي- خدمة هذه الأعداد الضخمة من السودانيين.. وطبعاً بالتأكيد أولئك مضافاً اليهم اعداد الطلاب السودانيين المتزايدة ورغبتهم الأكيدة في الانضمام للجامعات المصرية.
كل موضوع من هذه الموضوعات يمكن ان يحتل مساحة المقال كاملة لأهميتها وتأثيرها المباشر على الناس والحياة وعلى الشعبين وعلاقاتهما الأزلية والتاريخية.
سألت المحررة السيد السفير قائلة:” بصفتك سفيراً للسودان بالقاهرة.. هل أنت راضٍ عن دور مصر في حل الأزمة السودانية “.. أجابها بشكل عفوي (نعم راضٍ تماماً عن ذلك)، واسترسل بقوله “هذا السؤال جميل” وقال: “في تقديري أن مصر وصفت منذ البداية بطريقة شفافة ما يجري في السودان بأنه صراع سياسي داخلي أطرافه متعددة” وزاد: “أفضل موقف لمصر أن تقف على مسافة متساوية من أطراف الصراع السياسي داخل السودان” وقال السفير: “مصر لديها التزاماتها وما يجري في السودان يؤثر في مصر وما يجري في مصر يؤثر في السودان، والدولة التي أثبتت أن أجندتها متطابقة مع الأجندة الوطنية السودانية هي مصر ولا تعمل وفقاً لأجندتها الخاصة” بهذه الكلمات الشاملة وصف السيد السفير الدور المصري ازاء الأزمة السودانية؛ وهو في تقديري يختلف عن كل الدول الأخرى؛ حيث وقوفها على مسافة واحدة من الجميع.
ومضي السيد السفير الى القول: “العلاقات السودانية المصرية تاريخية وكانت دائرة في حلقة صعود وهبوط،.. وفي هذا الباب أفاض السيد السفير بحديث كثير كانت خلاصته، أن (القاعدة الاساسية) في هذه العلاقات انها (ذات خصوصية)، وقال السفير: “إن هذه العلاقة ذات خصوصية، والعلاقات بين السودان ومصر حتمية المصير المشترك، وهذا هو الفرق بين خصوصيات السودان مع مصر والدول الأخرى”.. في اعتقادي أن السفير ود الياس استطاع أن يقدم عصارة تجربة لصيقة وفهم متقدم لروابط هذه العلاقة.. وربما نعود لهذه الملفات في مرات سابقة.
صحيفة الانتباهة