مقالات متنوعة

بخاري بشير يكتب: ينتظرون (الوهم) من المجتمع الدولي!


ما زالت الأحزاب التي تروج للتسوية السياسية الثنائية وتجتهد في تسويقها للمجتمع السوداني، لا تنسى ان تذكر لهذا الشعب (المعلم) ان التسوية ستعيد السودان من جديد لـ (حضن) المجتمع الدولي، وستأتي الدعومات والقروض و(ثمرات)- ثمرات التي لم تصل ايام حمدوك الا ل (٥٪) او أقل من ذلك، وهي عبارة عن (٥) دولارات، لا تساوي اليوم ثمن (٢٥) رغيفة من الخبز الجاف.
لا يزال هؤلاء التعساء ينتظرون (الوهم) من المجتمع الدولي، القريب او البعيد، ويمنون الناس بان (الانقلاب) اوقف الدعم والسند والقروض والمنح عن السودان، وبمجرد ان يتم توقيع الاتفاق الاطاري-مقطوع الطاري- ستعود كل تلك القوائم الموقوفة من الدعم والاسناد، وقالوا ان خزينة جبريل الخاوية، وخزينة بنك السودان ستمتلآن حتى الآخر باموال ونقد أجنبي، حتى لا يعرف السودان فيم سينفقه. ونسي هؤلاء، او يتعمدون النسيان، ان شعب السودان (المعلم) يعرف كل الحقائق، ولا ينتظر مبتدئي السياسة، حتى يوضحوا له هذه المعلومات، الشعب السوداني (المعلم) يعرف لدرجة (الحفظ صم) من الذي أفقر السودان؟ ومن الذي وافق على سياسة رفع الدعم؟ ومن الذي اوقف المشروعات في الزراعة وفي الصناعة؟ ومن الذي قبض مرتبه (دولارات خضراء) من الاتحاد الاوروبي او المنظمات او السفارات؟.
الشعب السوداني لم ينس، من الذي دفع التعويضات للأمريكان؟ وكيف اشتراها من السوق الأسود ليرفع سعر الدولار -بتلك الطريقة- التي يعاني منها الشعب السوداني حتى اليوم؟ والشعب السوداني يعلم انه منذ الشهر الأول لحكومة ما بعد الثورة والشهور التي تليه، اعتلى مواقع المسؤولية، من هو ابعد ما يكون عن المسؤولية.
يجتهدون غاية الجهد في تزيين (الاتفاق الاطاري) ويزينوه بزينة العروس، ليجد مشترياً في سوق السياسة، ولكنهم نسوا ان الزمان قد ولى، والوقت قد انتهى، ونسوا ان الشعب (المعلم) يفهم أكثر منهم في دروب السياسة و(جخانينها).. ولن تنطلي عليه فكرة ان هناك (ودائع مليارية) قادمة من الخليج، وبدون فوائد، وهناك في اقصى الغرب، وعدنا – الاصدقاء- بانهم سيدعمون الخزينة العامة، وسيدعمون الانتقال الديمقراطي في السودان بلا سقف.
ونسوا- او تناسوا.. ان هذا الغرب (عجز) عن دعم حكومة حمدوك، واكتفى فقط بان يدفع لها (حفنة دولارات) عبارة عن مرتبات مستشاريه، ونذر يسير اسموه باموال (ثمرات)، وكانت ثمرات بلا ثمر، فقد كانت كثمار الدوم لا تصلح للاكل والهضم.
عجز الغرب ان يدفع لحمدوك، ايام انتعاشه ورفاهه، فكيف سيدفع لهم أيام (المسغبة) في ظل حرب اوكرانيا، التي خسروا فيها مدخرات اقتصادهم، وباتت الازمات جراء الحرب تهدد وجودهم، كيف يفي لهم الغرب بالوعد وهو في هذه الحال؟ وقد عجز عن دعم حمدوك قبل الحرب.
جاءوا اليوم يسوقون (بضاعة كاسدة) لفظها اهل السودان، كما لفظهم، لانهم جاءوا بلا انتماء لهذه الارض، لذلك ادخلوا (سلوكاً) غير معهود، ولغة لم يعهدها أهل السودان، ادخلوا سلوك الاقصاء، والفجور في خصومة مخالفيهم في الرأي، أدخلوا خطاب الكراهية بين السودانيين، لانهم لم ينتموا يوماً لهذه الأرض، وارتفعت بينهم لغة (البل)، حتى كادت البلاد ان تنحدر نحو الفوضى، واللامسؤولية واللا أمن.
المطلوب من القيادة، وبالخص الفريق البرهان، ان لا ينتظر الى ما لا نهاية، انهم سيدي البرهان يريدون ان يسلموا السودان الى يدي (حرب اهلية)، يقول تحت نيرانها السوداني لأخيه: انج سعد فقد هلك سعيد.. سيدي اعلن حكومتك، لتصريف الاعمال، وحدد سقف الفترة الانتقالية، وأسس هياكل السلطة، وابسط هيبة القانون، وقل لجميع السياسيين موعدكم الانتخابات، وان فجرها لقريب.

صحيفة الانتباهة