محمد عبد الماجد يكتب: الانقلاب الأمني
(1)
وصلنا الى مرحلة يكون فيها عرض الخبر اقوى من أي تعليق يمكن ان يلحق به.
(في مجزرة بشعة هزت الخرطوم، اغتال مسلحون عائلة كاملة داخل المنزل بحي امتداد ناصر شرق العاصمة، في وقت متأخر من الليل حسب ما ذكرت مصادر متعددة، فيما وصل فريق من الشرطة لمعاينة موقع الجريمة وتعقب الجناة. الجريمة هزت العاصمة الخرطوم وصدمت الرأي العام المحلي، وصدمت الجريمة الرأي العام المحلي في العاصمة، مع انتشار المعلومات على مواقع التواصل الاجتماعي. وتقول الروايات المتعددة والمتطابقة حسب ما رصد “الترا سودان”، إن الزوج وصل إلى المنزل ووجد زوجته وابنه وبنته غارقين في الدماء جراء اغتيالهم بالرصاص في الرأس بطريقة احترافية – طبقًا لروايات متعددة. ووصلت سيارة الإسعاف التي نقلت الجثامين إلى المشرحة بعد بدء الإجراءات في مسرح الجريمة، في خطوة في اتجاه ملاحقة الجناة الذين ارتكبوا الجريمة. وقال شهود عيان من منطقة امتداد ناصر شرق العاصمة الخرطوم، إن سيارات الشرطة أيضًا وصلت إلى المنزل، فيما تجمع المئات في المنطقة منذ وقت مبكر من صباح اليوم. وتواجه العاصمة الخرطوم سيولة أمنية كبيرة، إلى جانب انتشار ظاهرة خطف حقائب النساء وهواتف المارة، في ظاهرة يطلق عليها شعبيًا اسم “9 طويلة”.وذكرت مصادر أمنية لـ”الترا سودان” أن الشرطة مصصمة على الوصول إلى الجناة في “مجزرة امتداد ناصر” في الخرطوم في غضون ساعات).
لا تعليق… غير ان نقدم للسلطات وللشرطة السودانية هذا (الخبر) كما وقع – ننتظر التعليق من الشرطة على هذا الخبر.. يبدو ان الـ (9) الطويلة اصبحت (120) وهي تصل الى هذه الدرجة التى لا نشاهدها في الافلام الامريكية.
(2)
عدينا (الانقلاب العسكري) الذي حدث في 25 اكتوبر قبل الماضي ووصلنا الآن الى (الانقلاب الامني) – الامر لم يعد مجرد (تفلتات امنية).
التفلتات الامنية (رحمة) امام هذه الجرائم التى انتقلت من الشارع ودخلت الى البيوت.
لا نتحدث عن (موبايل) تم خطفه او (بنت) تم ارهابها من اجل الاستيلاء على حقيبتها في السوق او في الطريق الى الجامعة .. نتحدث عن قتل (3) افراد من اسرة واحدة – قتلوا في منزلهم ليلاً من قبل مسلحين.
الى هذه النتائج سوف يؤدى الانقلاب العسكري الذي حدث في اكتوبر الماضي – هذه نتيجة طبيعية سوف تتكرر عواقبها كثيراً اذا كانت (السلطة) التى تحكم البلاد استولت على السلطة بنفس الاسلوب.
لماذا الاستغراب ؟ .. عندما يحدث انقلاب عسكري يتم الاستيلاء عبره على السلطة بصورة غير شرعية تنتهي الى هذا الذي شهده احد احياء الخرطوم التى تقع في قلب العاصمة.
ادركوا هذه البلد – اعيدوا الامور الى وضعها الطبيعي – قبل ان تتحول الخرطوم الى جحيم.
(3)
الشرطة السودانية سبق ان اتهمت تشكيلات عسكرية تتحرك في المواكب السلمية – وحددت ازياءهم التى وصفتها بالحمراء والزرقاء والصفراء.
يتحدثون عن تشكيلات غير موجودة في الوقت الذي تشهد فيه الخرطوم مثل هذه الانتهاكات والمجازر.
نحن نثق في الشرطة السودانية ونجزم ان المؤسسة الشرطية تمتلك الامكانيات والقدرات التى تجعلها تتعامل مع هذه التفلتات والجرائم – ولكنهم لا يتحركون لأن الجيش والشرطة اضحوا يمارسون (السياسة) و (التجارة) ، او دعونا نقول قياداتهم ويطالبون من السياسيين والمدنيين عدم التدخل في شؤون المؤسسة العسكرية – في الجيش وفي الشرطة.
امن الوطن واستقراره اصبح في مهب الريح – اذا لم تعد المؤسسات العسكرية الى تخصصاتها ومجالاتها سوف تحدث الكثير من الكوارث والجرائم.
لا بد من حدوث تطوير في (الشرطة) في ظل التطوير الكبير الذي حدث في مجال الجريمة.
المجرمون اصبحوا يستعملون التقنية ويجدونها ويمتلكون الامكانيات والسلطة لهذا تغلبوا على الشرطة المغلوبة على امرها.
القانون عندما يخرق – تحدث مثل هذه الجرائم.
خليفة المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب كان ينوم تحت شجرة – لأنه كان يعدل .. الآن المواطن لا يستطيع ان ينوم في بيته.
والقادة في الدولة يتحركون تحت حراسات قواتهم الخاصة ومليشياتهم.
(4)
بغم
لا تعليق.
لا شيء يقال.
اللهم الزم ذوى الاسرة التى وقعت عليها هذه المجزرة الصبر واعن السلطات في القصاص لهم.
القصاص هنا قصاص للشعب .. لأن الشعب في حاجة الى ان تعود له الثقة والطمأنينة التى فقدها.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
حيفة الانتباهة