مقالات متنوعة

بخاري بشير يكتب.. دعوة نداء أهل السودان


أول أمس تناولت بهذه المساحة تحت عنوان: “مجموعات متجانسة.. مخرجنا الوحيد من الأزمة” امكانية تشكيل (كتل سياسية) أو تحالفات لتقود مسألة التدافع السياسي؛ ومطلوب من كل كتلة تحديد رؤيتها وأهدافها وفق المشتركات؛ وقتها يمكننا القول ان العملية السياسية تدار بتنافس ديمقراطي حقيقي.. وذكرت ان الساحة السياسية فعلياً تتكون من عدد من الكتل أو المجموعات؛ لا تتجاوز الأربعة.

ما دعاني لاعادة هذه النقطة هو استماعي لطرح متميز قدمه د. محمد علي الجزولي رئيس حزب دولة القانون؛ وكان يتحدث في لقاء محدود جمعه وقيادات مجموعة (نداء اهل السودان) مع عدد من رؤساء التحرير وكبار الكتاب؛ الجزولي وفي متن شرحه ذاك تحدث عن امكانية عقد تحالفات تقوم على (المشتركات).. ولكنه في ذات الاتجاه هاجم مجموعة التغيير المجلس المركزي بأنهم يظهرون كـ(كتلة واحدة) ولكن بينهم اختلافات في الطرح والرؤية؛ وتتنازعهم (ثلاث تيارات).. وانتقد موقف مجموعة (التوافق الوطني)؛ وقال إنهم مترددون لعدم قبولهم بالتحالفات السياسية.. وقال الجزولي نحن في نداء أهل السودان جاهزون للحوار مع هذه المجموعات للوصول لمشتركات.

نداء أهل السودان بما قدمته من (طرح ورؤية) تجاه أزمة السودان الراهنة؛ ووقوفها الشامل ضد عرض البلاد في (سوق النخاسة الدولي) واستمرارها في الوقفات الاحتجاجية الكبيرة الموسومة بوقفات الكرامة؛ تكون من خلال هذا التكوين المتعدد الذي ضم أطيافاً من المجتمع السوداني والفاعلين فيه قد شكلت (رقماً صعباً) في المعادلة السياسية.. وفي رأينا أنه لن تستقيم اي تسوية تتجاوز هذه المجموعة.

أثناء كتابتي للمقال؛ هناك مجموعات كبيرة تمثل ادارات أهلية ومجتمعية قد اعلنت انضمامها لمجموعة نداء السودان بقيادة الشيخ الجد.. وبالقطع أن النداء ضم داخله كيانات كثيرة ومتعددة فاقت الـ (170) كياناً في الفترة الماضية؛ وما زالت أبوابه مشرعة لآخرين.

ما استغربته ان السيد فولكر بيرتس ؛ مبعوث الأمين العام للامم المتحدة تحدث في احدى المرات (متهكماً) أن هناك الفين وخمسمائة شخص يحتجون أمام مكتبي ويطالبون برفض التسوية وابعاد الأيادي الأجنبية ؛ وقال نحن مهمتنا ليست تدخل بقدر ما هي (تسهيل) والمساعدة في الانتقال السياسي.. و فولكر (معذور) فقد انبهر بالأعداد الكبيرة للنداء وهي تحاصر مكاتبه في ظهر كل سبت.. ومعذور لأنه أراد ان يبخس هذا الصوت الحقيقي لاهل السودان.

المجتمع السوداني يضم أعداداً هائلة من المواطنين؛ لم سيبق لهم أن أسمعوا أصواتهم؛ وهؤلاء أسماهم بعض المراقبين بالغالبية الصامتة؛ وجدوا ضالتهم في النداء؛ وجاءوا وتدافعوا ليوصلوا هذا الرأي.. النداء يرفض ولا يزال التدخلات الأجنبية السافرة؛ التي يقودها للأسف سودانيون يحملون الجنسية السودانية؛ ولكن ولاءهم للأجنبي أياً كان والذي انفتحت شهيته للتدخل في الشأن السوداني بعد ثورة ديسمبر .. مجموعة نداء أهل السودان قالت في ذلك اللقاء انها جاءت لتقول للجميع إن ثورة ديسمبر الظافرة هدفها ان يتناقل السودانيون الحكم المدني الديمقراطي وليس الأجانب؛ وللأسف الأجنبي فتحت له بوابة (التدخل ومط أنفه) بعض سياسيينا.

عود على بدء.. لا بد من تقوية الخطاب الموجه للمواطن السوداني من مجموعة نداء السودان والتي تتحدث بقضاياه.. وترفع مطالبه؛ وتدافع باسمه وأن تمتد الدعوة للجموعات الأخرى بغرض الوصول للتحالفات المرجوة.

صحيفة الانتباهة