مقالات متنوعة

إنجاح العملية السياسية ٠٠٠الفرصة الأخيرة لإخراج الوطن من عنق الزجاجة


بالاعلان عن توقيع اتفاق اطاري بين المكون العسكري و قحت المركزي و قوي الإنتقال الإثنين المقبل ٠٠٠لم يعد الضوء في احر النفق كما يقال، و إنما لاح في الافق ضوء في منتصف النفق ٠٠و أمل عريض في إخراج. هذا الوطن الجريح من هذا النفق المظلم ٠٠٠

تواتر في الأسافير خبر ٠٠٠لم يتم نفيه بعد ٠٠٠ ٠٠يفيد بتوجيه المكون العسكري الآلية الثلاثية بإجراء حوار مع كل من جبريل و مناوي ٠٠ باعتبارهما شريكي السلطة الانقلابية من جهة و شركاء العملية السلمية التي تضم. الموقعين على اتفاقية جوبا، حركة العدل والمساواة و حركة تحرير السودان ٠فهم من أعدوا المسرح تماما للانقلاب على المسار الديمقراطي بفرية تصحيحه٠٠و بقوا شركاء في السلطة مع المكون العسكري حتي اللحظة !! ٠٠٠٠٠و لا شك أن هذه الدعوة تنبع من أهمية تضمين محور السلام و اتفاقية جوبا في اي عملية سياسية ٠٠٠سيما و ان السلام أهم شعارات و أهداف ثورة ديسمبر ٠٠٠
كما ورد خبر آخر يفيد برفض مناوي لهذه الدعوة من قبل الآلية الثلاثية بسبب استبعاد حلفائهم في الكتلة الديمقراطية الوليدة ٠
و لعل خطوة المكون العسكري تنبع من حرصه على إنجاح العملية السياسية الجارية لوضع حد لهذه الأزمة الوجودية و المخاطر التي تحدق بالوطن ٠٠٠سيما و ان البرهان قد أقر مجلس في خطابه في قاعدة حطاب، بصعوبة تحقيق توافق بإجماع كافة القوى السياسية ٠٠و يرى أن وثيقة تيسيرية المحامين يمكن أن تشكل إطارا للعملية السياسية،، و ناشد كل القوى السياسية بأن تتدارس حولها و تبدي ما تراه من ملاحظات أسوة بما فعله المكون العسكري ٠٠٠
٠و لعله محق فيما ذهب إليه ٠٠اذ كيف يخرج كل فرقاء الازمة من خلال مختلف مبادراتهم و برؤية واحدة ٠٠خاصة و انها تحمل في مضامينها الكثير من التناقضات و التقاطعات ٠ فهناك طرحان أو معسكران في خطين متوازيين لا يلتقيان ٠٠٠ معسكر رافض و مناوئ للانقلاب و يدعو إلى اسقاطه و عودة العسكر إلى الثكنات و ابتعادهمَ نهائيا عن السلطة ٠و يضم القوى السياسية و الثورية والمدنية المناوءك للانقلاب ٠٠٠ و ما عرفت بقوي الانتقال، فضلا عن الجبهة الثورية ٠٠٠٠و هم الذين ادانوا انقلاب ٢٥ اكتوبر و دعوا إلى استعادة الحكم الديمقراطي المدني مثل المؤتمر الشعبي، الاتحادي الديمقراطي جناح السيد الحسن ٠و الاتحادي المركزي بزعامة صديق الهندي ٠٠٠٠و و حزب المسار الوطني و التحالف الوطني و الحزب الجمهوري، الذين أيدوا مبدئيا موافقة على، العملية السياسية في إطار مشروع تيسيرية نقابة المحامين ٠٠٠و هناك تنسيقيات رجال المقاومة و الحزب الشيوعي، يجمع بينهما هدف إسقاط الانقلاب ، ٠
المعسكر المعارض للحكم العسكري يتضامن معه المجتمع الدولى و الإقليمي٠٠ الذي أعلن رفضه للانقلاب و اعلن دعمه للتحول الديمقراطي المدني في السودان ٠٠٠ و الذي عبر عن رفضه للحكم العسكري و دعمه للتحول الديمقراطي و ذلك بتعليق كافة المساعدات الاقتصادية و المالية و التنموية و الإنسانية ٠٠٠كما علق مسار إعفاء الديون في إطار مبادرة الهيبيك و نادي باريس، فضلا عن الجمود في العلاقات الثنائية بين السودان و أهم دول المعسكر الغربي ٠٠٠و تعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي ٠٠٠٠
و المعسكر الثاني يضم. المتماهين مع الحكم. العسكري و شركاء في السلطة و هم الذين استدعوا العسكر وحرضوهم على الانقلاب و بقوا معهم في السلطة و هم حركات التمرد ٠٠٠و معهمَ في تحالف عرف بالكتلة الديمقراطية و منهم. و من كان شريكًا في نظام الإنقاذ، و على رأسهم الاتحادي الديمقراطي الأصل جناح السيد جعفر ٠٠٠ هؤلاء يدعون إلى العودة إلى الوثيقة الدستورية التي مزقها انقلاب ٢٥ اكتوبر و يدعمون إلى شراكة بأي صورة للعسكر في السلطة٠٠٠ و شق آخر من هذا المعسكر المتماهي مع العسكر و هم جماعة اهل السودان و معهمَ ما عرف (( بالتيار الإسلامي العريض)) ٠٠٠ و هؤلاء يدعون إلى العودة لدستور ٢٠٠٥ المؤسس للنظام الرئاسي القابض للفترة الانتقالية ٢٠٠٥_ ٢٠٠١١ و قد اقتضاه الاستفتاء على فصل الجنوب ٠٠و هو يعطي رئيس الجمهورية بهذه الصفة منصب القائد العام للقوات المسلحة العام للقوات المسلحة٠٠٠بمعني أن يظل البرهان رئيسا لمجلس السيادة!! و لذلك كلا الكتلة الديمقراطية و مبادرة اهل السودان يصران على بقاء المكون العسكري في السلطة و هم بالتالي على طرفي نقيض مع القوى الثورية و السياسية و الثورية والمدنية و قوي الإنتقال التي تنادي باستعادة مسار التحول الديمقراطي و الحكم المدني و خروج المؤسسة العسكرية نهائيا من السلطة و العملية السياسية ٠٠٠فكيف يتم تلاقي طرحين يسيران في خطين متوازيين؟؟؟
و لعل إغراق المشهد السياسي باوكازيون مبادرات هو الذي أطال أمد الأزمة ٠٠و هذا بالتأكيد ما فطن إليه البرهان حيث صرح في خطابه في المرخيات بضرورة أن يلتف الكل حول مشروع دستور تيسيرية نقابة المحامين ٠٠٠التي ايدها المكون المدنى و أبدى عليها بعض الملاحظات، بل دعا بقية القوى السياسية أن تحذوا حذو المؤسسة العسكرية التي ترى أن وثيقة تيسيرية نقابة المحامين كأساس تنطلق منه العملية السياسية في سبيل حل الأزمة ٠٠٠٠التي خرجت من رحم انقلاب ٢٥ اكتوبر، و الذي اعترف بفشله كل من البرهان وحميدتي،
و مما لا يدعو مجالا للشك، إن إطالة أمد الأزمة و القطيعة مع المجتمع الدولي، قد أعاق كثيراً من إنقاذ اتفاقية سلام جوبا ٠٠سيما و ان إنزال الاتفاقية على أرض الواقع تحتاج إلى دعم ملياري دولي، و بصفة خاصة المحور الخاص بالترتيبات الأمنية و عودة النازحين و اللاجئين و اللاجئين، و إعادة إعمار ما خربته الحرب الأهلية في دارفور والمنطقتين ٠٠٠
و من هذا المنطلق، يتسائل البعض حول سبب ممانعة و رفض حركات الكفاح المسلح العملية السياسية الجارية ٠٠٠ان كان اصلا ما ناضلوا من اجله هو مخاطبة مشاعل الاهل في دارفور ٠٠٠سيما هم قد دفعوا فاتورة هده الحرب تهميشا و نزوحا و لجوءا، فضلا عن دافع الضرائب في كافة أنحاء البلاد ٠٠٠
عليهم أن يضعوا نصب أعينهم أهمية انفاذ اتفاقية جوبا للسلام التي لا يمكن أنزالها على أرض الواقع في دولة ليس لها من الموارد سوى الجبايات و جيب المواطن المغلوب على أمره ٠٠و في ظل تعليق كافة المساعدات الدولية ٠٠٠؟؟؟علي الكل ان يستسعز المخاطر التي تحيق بالبلاد، و ان يسمو الكل فوق الجراحات ٠٠و ليكن شعار الكل٠٠الحصة وطن ٠٠٠

السفير الصادق المقيلي
صحيفة الانتباهة