بخاري بشير يكتب.. مواكب نداء أهل السودان.. ومواكب قحت
أعلنت مجموعة نداء أهل السودان عن موكبها رقم (4) اليوم السبت، ويجيء هذا الموكب مواكباً لتحركات كبيرة للآلية الثلاثية بقيادة فولكر بيرتس الذي زود سرعة نشاطه وحركته في الشأن السوداني وكأنه يسابق الزمن، فقد تجشم وعثاء السفر إلى الولايات السودانية، وحتى إلى دول الجوار ليلتقي بقادة حركات متمردة ظلت متمردة قبل وبعد الثورة، اكبر دليل على أن هذه الحركات لا هدف لها غير ابتزاز السودان ومعاونة الأجنبي عليه.
موكب نداء أهل السودان اختار أن يكون في الموعد اليوم، ليوصل رسالة مهمة مفادها: (إن هذا السودان ملك للجميع، ولا أحد يملك فيه منفرداً صكوك الوطنية ليوزعها لمن شاء وكيف شاء), جاء ليقول إن كل السودانيين يقفون على صعيد المساواة في شراكتهم لإدارة هذا الوطن، ونجحت مجموعة (نداء أهل السودان) في أن تكسب الى صفها ما يزيد على (١٧٠) كياناً وتجمعاً وحزباً، أكبر تحالف سياسي موجود اليوم في الساحة السياسية، وسماع صوته أصبح ضرورة لا يختلف عليها اثنان، وكانت أول مطالب مجموعة نداء أهل السودان وقف التدخل الأجنبي في الشأن السوداني، وإعادة النخوة الوطنية للنخبة الحاكمة، لكي لا ترضى بتحركات الأجانب في شأننا الوطني.. فقد تلاحظ في الفترة الأخيرة تناقص (النخوة الوطنية) لدرجة أن مسؤولينا عجزوا عن إيصال كلمة (نستنكر وندين) للتمدد الأجنبي.. وكان مسؤولو حكومة حمدوك الأولى يهللون للاجنبي ويمنحونه حق التقرير في الشأن السوداني.
لم تكن مجموعة نداء أهل السودان الا صوتاً رافضاً للاستعمار في ثوبه الجديد، وجاءت لتحفظ لشعب السودان كرامته وتشارك في تحديد مصيره والحفاظ على ثوابته الدينية والوطنية، وقد التف حولها جمع كبير وغفير من القوى السياسية والمجتمعية، جاءت هذه المجموعة وصدعت برفضها لأي اتفاق ثنائي بين (الجيش الحاكم) واي مكون سياسي آخر، مهما كانت تسميته.
جاءت نداء أهل السودان وليس بينها وبين الشرطة السودانية (ضغينة أو ثأر), جاءت وهي تبحث مع نبلاء الشرطة عن وطن عزيز الكبرياء وعالي المقام لا يطاطئ رأسه للأجنبي.. لذلك حفظت الود والتقدير بينها وبين رجال الأمن في الشرطة والقوات الأخرى، فتجد الشرطة موجودة بزيها المميز بين هذه الجموع، تستمع بوقار لهتافاتهم التي تشق عنان السماء، حتى ينتهي الموكب وكل أحد يذهب لحال سبيله، ولا تكاد تجد (حجراً أو طوبة) زحزحت من مكانها، فهم مواكب مسالمة لا يغلقون طريقاً ولا يحصبون بالحجارة، ولا مجد بينهم للستك أو حريق.
وأعجب جداً من الذين يصرخون، أن مواكب نداء السودان محروسة بالشرطة، ولا تقوم الشرطة ملاحقتها بالبمبان أو المياه كما تفعل مع آخرين.. وهؤلاء نقول لهم قد اختلف الحال بين الاثنين، فهذه المواكب مثال حي للسلمية التي يدعيها الثوار ولا يفعلونها، مواكب نداء السودان لا تستهدف القوات النظامية ولا تحصبها بالحجارة، ولا تغتال افرادها، ولا تتهجم على أقسامها ودورياتها، فلماذا تواجهها الشرطة بالبمبان؟ على العكس تماماً من مواكب الثوار التي لا هم لها غير ايذاء الشرطة وافرادها وقتلهم كما حدث في أكثر من حادث.. وهذا لا يحدث من مواكب نداء أهل السودان، وهي لا تغلق الطرقات بالتروس، ولا تشعل اللساتك بالبنزين، ولا تستهدف مواطناً او عابر طريق.. وليت كل مواكب السودانيين مثل هذه، ووقتها كان السودان عرف طريق الخلاص.
حتى القائد حميدتي قال حديثاً قريباً من حديث القحتاويين، قال البعض يفتحون لهم الكباري والبعض الآخر يغلقونها أمامهم.. ومن عجبي كيف تُغلق الكباري أمام مجموعة نداء أهل السودان وهي لم توجه ولا موكباً واحداً صوب القصر الرئاسي أو وسط الخرطوم الممنوعة بقرارات لجنة الولاية الأمنية؟.. فلماذا يغلقون أمامها الكباري؟ أخطأ حميدتي في تصريحه الأخير.. حيث لا تكتمل أركان المقارنة بين الجانبين.. واني على يقين بأن مواكب القحتاويين إذا التزمت السلمية بشكل قاطع ولم تتجه صوب القصر ووسط الخرطوم، لن يعاديها أحد.. نعم لن يعاديها ولا شرطي واحد إذا لم تحصبه بالحجارة، ولن يعادوها إذا نظفت صفوفها من (غاضبون وملوك الاشتباك) الذين تخصصوا في الاشتباك مع عناصر الشرطة.
ليست هناك مقارنة بين الموكبين، أحدهما من نداء أهل السودان والآخر من شباب قحت الثائر ولجان المقاومة.. ليست هناك مقارنة لاختلاف السلوك في الحالتين.. لذلك لا معنى لأن يقول حميدتي ما قال، أو أن يأتي أحد قادة قحت متذمراً من أن الشرطة قدمت الحماية لموكب نداء أهل السودان وتبادلت معه التحايا، بينما لم تفعل ذلك في مليونيات الثوار.. والصحيح أن يسأل هذا القيادي قصير النظر نفسه، ماذا فعل موكب نداء أهل السودان، وماذا جرى في مواكبهم التي تمجد اللستك، وتشتبك مع القوات الشرطية؟
صحيفة الانتباهة