محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب.. العسكر وقحت.. (لسه بيناتنا المسافة)


(1)
• علينا ان ندرك منذ الآن ان (التسوية) اذا تمت لا تعني الوصول لحكومة (مدنية) من تاريخ التوقيع على الاتفاق بين المكون العسكري (الحاكم) وقوى اعلان الحرية والتغيير (المجلس المركزي). ويمكن ان تكون (التسوية) خطوة نحو السلطة المدنية، وحتى هذه الخطوة اذا لم يتخذ المجلس المركزي في الحرية والتغيير (الحيطة والحذر) سوف تكون خطوة نحو السراب.
• على قحت (المجلس المركزي) الانتباه وعدم منح (المكون العسكري) المزيد من الوقت للمراوغة والاستفادة من (التسوية) في الاتجاه (العسكري) دون ان يصل به (المكون المدني) الى ما هو مقصود ومنتظر منها.
(2)
• المكون العسكري الذي سوف يوقع على الاتفاق مع قوى التحالف في الحرية والتغيير هو نفسه (المكون العسكري) الذي كان يمثل (اللجنة الامنية) في حكومة البشير وانقلب عليه.. وهو نفسه (المكون العسكري) الذي حدثت في ولايته مجزرة فض الاعتصام بعد الاطاحة بالبشير.. وهو نفسه (المكون العسكري الذي وقع على الوثيقة الدستورية مع (الحرية والتغيير) وانقلب على حكومتها بعد ذلك في (25) اكتوبر قبل الماضي.. وهو نفسه (المكون العسكري) الذي انقلب على (حمدوك) بعد ان اعاده للسلطة… وهو نفسه (المكون العسكري) الذي اتفق مع الحركات المسلحة وجاء ببرطم مع آخرين لمجلس السيادة ليمثلوا (المكون المدني)، فانقلب عليهم الآن بالعودة للاتفاق مع الحرية والتغيير (المجلس المركزي).
• المكون العسكري الذي تتفقون معه الآن وتوقعون معاً على اتفاقية لحكومة جديدة للسودان بعد سقوط عدد من الحكومات السابقة التى كان (المكون العسكري) هو الثابت الوحيد فيها .. والمتغير (الحرية والتغيير) التى طبقت (التغيير) على السلطة ذهاباً وإيابا… عليكم ألا تثقوا فيه، وألا تركنوا لتعهداتهم وتوقيعاتهم، فهي مجرد (حبر على ورق) يمكن ان ينقلبوا عليها قبل ان يجف مدادها من وثيقة التوقيع.
• قبل ايام قليلة رحل صلاح حاج سعيد شاعر (الحزن النبيل) و (الشجن الاليم) و (المسافة) التى يقول فيها (لسه بيناتنا المسافة) والتى تصلح ان تكون ديباجة في وثيقة الاتفاق بين المكون المدني والمكون العسكري…لأن المسافة مازالت شاسعة.
• نقول ذلك رغم ايماننا بأن (التسوية) قد تكون هي الحل اذا كان (المكون المدني) على قلب رجل واحد.
• وأجرت الآلية الثلاثية الدولية، أمس الاول، في عاصمة جنوب السودان جوبا لقاءات منفردة مع رئيس الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو ورئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور، للتشاور معهما حول العملية السياسية الجارية في البلاد.
• اذا كان عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور جزءاً من (التسوية) التى ينتظر ان يتم التوقيع عليها في غضون الايام القادمة.. فإن وجود الحلو وعبد الواحد يمكن ان يكون (كرت الضمان) الوحيد لهذه التسوية، خاصة بعد (سردبة) عقار ومناوي وجبريل.
(3)
• ما يجب الانتباه اليه هو ان هرولة العسكر نحو (التسوية) والسعي الحثيث للوصول لاتفاق آخر مع (الحرية والتغيير) هو سعي من اجل فك عزلة السودان الدولية وعودة الدعم للسودان من جديد.. كما ان الشارع السوداني الذي ظل في حالة (ثورة) دائمة منذ سقوط البشير ارهقهم كثيراً.
• لا تجعلوا التسوية (مخرجاً) للعسكر او حلاً لهم لفك الضائقة التى هم فيها الآن.. لا تمنحونهم بالتسوية المزيد من الوقت والمزيد من الفرص ولا تجعلونها مجرد (مُخدر) للشعب السوداني.
• اذا تمت (التسوية) على المكون المدني الذي سوف يكون في (السلطة) وعلى الشعب السوداني الذي سوف يكون في (الشارع) ان يكونا حريصين على ألا يجعلا (التسوية) مجرد مُسكن للوصول الى الحكومة المدنية.
(4)
• بغم.
• لا تجعلوا (30) عاماً من عمر هذا الوطن تضيع مرة اخرى سدىً.
• الانقاذ كانت تستعمل مسكن (الحوار الوطني) وحكومة الانقلاب تستعمل الآن مسكن (التسوية).
• لم يعد في العمر متسع لمثل هذه (الشموليات).
• وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

صحيفة الانتباهة