مقالات متنوعة

عبد الله مسار يكتب: خطاب نائب رئيس مجلس السيادة في حفل توقيع الاتفاق الإطاري


السيد الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع، وقع على الاتفاق الإطاري في لقاء القصر الجمهوري يوم الاثنين 2022/12/5 بصفته قائد قوات الدعم السريع. وأعتقد ذلك لأن الاتفاق الإطاري كان بين العسكر والقوى السياسية التي وقعت عليه، خاصةً وأن الشخص كان يلحظ اهتمام العساكر بقضاياهم كعسكريين أكثر من اهتمامهم بقضايا السودان الكلية عند التفاوض، وتركوا القضايا السياسية والعامة للقوى السياسية التي لم تجد مساحة للنقاش والحوار حولها، لأن فولكر كان منحازاً لطرف من أطراف القوى السياسية، ولذلك فصل البرنامج والحوار وصممه على ذلك.

ثانياً، قدم السيد الفريق أول محمد حمدان خطاباً متماسكاً، أكد على قضايا أساسية وهي الحوار بين القوى السياسية للوصول إلى اتفاق نهائي شامل، واعترف بإخفاقات العملية السياسية في كل الحقب منذ الاستقلال، وأكد ذلك في الفترة ما بعد أغسطس ٢٠١٩م، وطلب من الجميع تحقيق العدل والمساواة بين مكونات المجتمع، وكذلك أمّن على تنفيذ سلام جوبا وحل مشاكل النازحين واللاجئين وقضايا العدالة والعدالة الانتقالية، وكذلك أشار إلى العمل الجاد للوصول الى الديمقراطية، وأن تقوم القوى السياسية بدورها للوصول إلى الدولة المدنية التي تقوم على انتخابات حرة ونزيهة، واكد على خروج القوات المسلحة والدعم السريع من العملية السياسية والتفرغ للمهام الوطنية الموكلة لهما حسب الدستور والقانون، كما أكد على الحريات العامة وحقوق المواطنة، وأشار تلميحاً إلى أنّ خروج القوات النظامية من ممارسة السياسة لا تعني عدم مراقبة الأداء السياسي طيلة الفترة الانتقالية، وأمّن على دور المجتمع الدولي وشكرهم على تعاونهم في سبيل الوصول إلى تسوية لقضية السودان الانتقالية.

عموماً، الخطاب احتوى على نقاط مهمة تصلح أن يُستفاد منها في سبيل بناء دولة ديمقراطية وإصلاح ديمقراطي، وكذلك طالب بعدم التشفي والتجني وروح الانتقام في الممارسة الديمقراطية.

أيضاً، نبه إلى أنّ القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى موجودة لحماية الوطن، وأنها جاهزة للتدخل حال الأمور لم تذهب في مجراها الصحيح، ثم طلب من المجتمع الدولي القيام بواجباته لمساعدة أهل السودان للوصول إلى الديمقراطية وبناء وتكوين الدولة المدنية وخاصة في إنعاش الاقتصاد والخدمات.

أعتقد أن خطاب السيد قائد الدعم السريع كان صلداً وواضحاً وشفافاً، وفيه إشارات مهمة لمصلحة الديمقراطية والتحول الديمقراطي، وتنبيه للقوى السياسية. إننا غادرنا السياسة بالباب الكبير، ولكن لم نغادر المشهد السياسي في الباب الصغير.

أما القراءة التحليلية للخطاب تقول:

١/ ذهبنا عن ممارسة السياسة ولكن لم نبتعد عن مراقبة الساسة

٢/ إننا مع اتفاق شامل ولسنا فقط وقوفاً في الإطاري

٣/ إن القوى السياسية المدنية وخاصةً الثورية يجب أن تلم الجميع دون إقصاء

٤/ إن القوات المسلحة والدعم السريع على مسافة واحدة من الجميع وهم حراس للوطن وليسوا حراساً لأشخاص

٥/ الوطن للجميع حقوقاً وواجبات مع عدم المساس بالثوابت

٦/ المجتمع الدولي مشكور ومرحب به في مساعدة أهل السودان دون الوصاية

٧/ الشباب والمرأة مطلوب منهما دور إيجابي في العملية السياسية الديمقراطية

٨/ العدالة والعدالة الانتقالية تشمل الجميع

٩/ أجهزة الدولة الخدمية والسيادية تُخضع للعدل والقانون، يتساوى أمامها وبينها كل أهل السودان

١٠/ إعطاء أولوية لقضايا شرق السودان

١١/ المحافظة وتنفيذ اتفاق جوبا للسلام ودعم عملية السلام عموماً

١٢/ الديمقراطية المحروسة هي، القوات المسلحة والدعم السريع.

صحيفة الصيحة