مقالات متنوعة

عبد الله مسار يكتب: البرهان والاتفاق الإطاري


السيد الفريق أول البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة، حضر حفل توقيع الاتفاق الإطاري بصفته القائد العام للقوات المسلحة، ووقّع عليه بذات الصفة، وخاطب الحفل أيضاً بذات الصفة، وقال أربع جمل مهمة جداً لخّص بها الاتفاق الإطاري والحفل البهيج الفخيم وهي:

1/ العسكر للثكنات والأحزاب للانتخابات.

2/ ابتعاد الأحزاب عن الفترة الانتقالية.

3/ ابتعاد الساسة عما يخص العسكر فنياً.

4/ الاتفاق ليس ثنائياً، بل مفتوحٌ.

وهذه الجمل الأربع هي تلخيص للاتفاق الإطاري باسم الشعب والجيش وهي تعني.

1/ الجيش يمشي للثكنات، ولكن على الأحزاب أن تذهب إلى الانتخابات وتأتي من باب التفويض الشعبي الانتخابي، وليس عبر التفويض الثوري وهو بالنسبة للحضور مشكوك فيه، لأنّ كل القوى الثورية والمجتمعية والأهلية خارج الاتفاق، وهو كما قال الفريق أول البرهان مطلب الثوار والشعب وهتافهم.

2/ ابتعاد الأحزاب عن الفترة الانتقالية تعني حكومة غير حزبية من تكنوقراط أي لا تمثيل حزبي فيها، وهذا هو دافع من وقّعوا (كيكة السلطة).

3/ ابتعاد الساسة عما يخص العسكر فنياً يعني عدم التدخُّل في أمر الجيش والقوات النظامية، والإصلاح يتم من داخل هذه المؤسسات ووفق الأسس المتعارف عليها في هذه المؤسسات، وكذلك ابتعاد السّاسة يعني عدم التّحريض لتقوم انقلابات كما حدث في مايو 1969م وأكتوبر 1958م ويونيو 1989م، وغير ذلك من المُحاولات الحزبية الانقلابية.

4/ الاتفاق ليس ثنائياً، بل مفتوحٌ، يعني أنه ليس اتفاقاً بين البرهان وحميدتي وقحت، ولكن مفتوحٌ للكل، وهذا يعني عدم احتكار الاتفاق الإطاري على المجموعة التي وقّعت وهي مجموعة خفيفة الوزن الشعبي، والمعلوم منها أصالة حزب الأمة القومي والتجمع الاتحادي والمؤتمر السوداني، ما تبقى أجسام هلامية غير معروف وصفاً ورسماً وجتة أو (مستلمة لمال مسروق)، لأن الاتفاق غاب عنه كل السودان، مما جعل عراب الاتفاق فولكر يقول إنه ليس مثالياً.

ولذلك، أعتقد أن البرهان وحميدتي حدّدا الموقف من هذا الاتفاق الإطاري، وإنه ناقص كثيرا، والمطلوب ليكون اتفاقاً مكتملاً الكثير، ثم إنه مازال اتفاقا إطاريا يحتاج لتفاصيل كثيرة للوصول إلى الاتفاق النهائي، خاصّةً وأنّ الدول الرباعية وفولكر يحتاجون لمجهود جبّار وكبير ليجعلوه مرضياً عليه وجامعاً، وأيضاً يحتاج لإشراك خمس دول رئيسية فيه وهي مصر وقطر وتركيا وروسيا والصين، لأنً السودان صار مركز صراع دولي وإقليمي.

كذلك ضعف الموقعين يجعل معارضته كبيرة وخاصة الثوار ولجان المقاومة وكل أحزاب اليسار الشيوعي والبعث والناصري وغيرها، وكذلك أحزاب اليمين والوسط، وكل الإدارة الأهلية والطرق الصوفية، وكل التيار الإسلامي العريض، وحتى المؤسسات العسكرية.

إذن، من خلال خطاب الأخ الفريق أول البرهان، أنه وقع ولكن يتلفت، وكذلك الخواجات.

أعتقد، أنه مازال هناك فرصة لوفاق وطني وتراضٍ حول مشروع وطني جامع ودستور انتقالي مقبول.

صحيفة الصيحة