مقالات متنوعة

صباح محمد الحسن تكتب: حقوق الإنسان لماذا اختارت دقلو!!

عهد حكومة الدكتور عبد الله حمدوك، تقدم الدكتور الشاب رفعت ميرغني عباس ، المتخصص في القانون الدولي بطلب وظيفة وتم تعيينه من قبل حمدوك بعد ان استوفى كافة الشروط التي تؤهله للمنصب ، أمينا عاما مكلفا للمفوضية القومية لحقوق الإنسان. ووجد رفعت كل الدعم من حكومة الثورة وقياداتها السياسية التي أعانته على وظيفته وسهلت عليه المهمة، التي ظل فيها الى أن جاء الإنقلاب ، الذي مارست سلطاته الامنية والعسكرية كل انواع العنف والجرائم ضد حقوق الانسان ، واعتقلت وزراء الثورة وقياداتها السياسية وعشرات الثوار من لجان المقاومة . وهنا جاء (يوم رفعت) الذي كان من موقعه يمكن ان يفعل الكثير وفاءً للثورة وللحكومة المدنية التي منحته المنصب ، وتوقع عدد من القيادات السياسية ووزراء حكومة حمدوك وقتها ان يتحرك رفعت ، ويقدم للمعتقلين السياسيين خدمة من موقعه لكنه ظل الرجل ساكنا ، وتشبث بالوظيفة التي حققت له مالم يستطع تحقيقه من قبل ، وتنكر للثورة ولحكومتها ، فهو لم يقف عاجزا عن فعل شي وحسب ، هو لم يقم حتى بزيارة واحد من رموز الثورة من السياسيين او الثوار في معتقلاتهم ، لا يعرف عدد المعتقلين ولم يلتقيهم ابدا ، حتى بعد اطلاق سراحهم، وعندما لاحقته الاتهامات تعلل أن السلطات الانقلابية لم تسمح له ، لكنه رغم ذلك لم يتقدم باستقالته من منصبه ( المغري ) إحتجاجا على ذلك ، وظل يقف خلف جدار الانقلاب ليحقق مآربه ومصالحه ويحمي منصبه فالرجل لم يقف عند هذا الحد خُذلانا ، فبعد الانقلاب كان من اوائل الذين ( سال لعابهم ) أمام اغراءات قائد الدعم السريع الفريق محمد حمد دقلو ، فكان أول نشاط له بعد الانقلاب هو اقامة مجموعة من الورش التدريبية بالخارج تمت برعاية وتمويل الدعم السريع قدم فيها حميدتي دعما سخيا لرفعت ، حتى مؤتمره الصحفي بخصوص هذه الورش كان قائد عمليات الدعم السريع اللواء عثمان حاضرا ومشاركا فيه. ولأن ( القرش الابيض لليوم الأسود ) كان لابد ان تقوم المفوضية القومية لحقوق الانسان ورئيسها ( رفعت ) بإختيار محمد حمدان دقلو شخصية حقوق الانسان للعام 2022 في اليوم العالمي لحقوق الانسان ، شفتو كيف !! ماذا قالت المفوضية الكاذبة الزائفة قالت انها تختار شخصية حميدتي تقديرا لدوره في الاتفاق السياسي لحل الازمة السياسية في البلاد فضلا عن تعهده الشخصي والمؤسسي بحماية الانتقال الديمقراطي واعتذاره عن عنف الدولة عبر الحقب، (لا بالله). وذكر رئيس المفوضية في معرض كلمته ان حميدتي ظل داعما لمنظمات حقوق الانسان ، فرفعت لن يجرؤ على أن يلقي كلمته دون ان يذكر دعم حميدتي ، وهذا هو السبب المباشر لإختياره شخصية العام ، فالمفوضية ( لحم اكتافها ) من مليارات محمد حمدان دقلو ،فأختياره قد يكون فكرة جاءت من الدعم السريع مباشرة للمفوضية ، وليس امام رفعت الا إعلان ذلك في احتفال ، ( ولا على كيفو ). لكن يفوت على رفعت أن عمليات ال (Marketing) السياسي الزائف لبعض الشخصيات لم يعد عملا ناجحا ومجديا ، في سوق الوعي ما بعد ثورة ديسمبر ، فدعم حميدتي للاتفاق لا يغير في شخصية حميدتي الذي دعم الانقلاب وتسبب في كثير من الجراحات لهذا الوطن ، ايضا دعمه لمنظمات حقوق الانسان لا يعني انه لم ينتهك هذه الحقوق من قبل ، قد تشتري الأموال لحميدتي أشياء كثيرة ، منها الاشخاص والضمائر والذمم ، ولكن لن تشتري له كل شي . طيف أخير: العقل مِكيال، ثلثهُ فِطنَة، وثُلثاه تغافل

صحيفة الجريدة