د. معتز صديق الحسن يكتب.. الطـب ما بين “الكارلــو” و”البــرادو”
بسم الله الرحمن الرحيم
mutazsd@hotmail.com
# المتعارف عليه عند مقابلة الطبيب أن يبتدرها دومًا باستفسار المريض عن الأعراض المرضية التي يشتكي منها.
# ومثلما للطبيب هذا الحق التشخيصي المبدئي للمرض ثم من بعد ذلك وللتأكد منه يقرر إجراء التحاليل المعملية.
# كذلك وبحسب ما استجد في الحقل الطبي -في الفترة الأخيرة- من أخطاء كارثية وقاتلة تجعل (الولدان شيبًا).
محتوى مدفوع
تفاصيل هاشتاق لإقالة وزير التربية والتعليم العام
# يكون من حق المريض وقبل سؤال الطبيب له أن يبادره هو بالسؤال: (إنت يا دكتور -لو سمحت- قريت الطب وين؟)
# فإن كانت إجابته بإحدى الجامعات الخاصة فيكون وقتها من حق المريض التحول “للدكاترة” من خريجي الجامعات الحكومية العريقة.
# لكنا نجزم وحتى يجد المريض ضالته تلك “شكله راح يتعب” وذلك لانتشار الأطباء المتخرجين في الجامعات الخاصة.
# والسبب في كثرة من يتخرجون في الطب الخاص فمن المؤكد أنه يرجع إلى تدني نسب القبول فيه لتصل ما بين ( 70 – 60 %).
# فيا أيها المسؤولون أما آن الأوان لوضع الشروط الصارمة والرافضة لتدني نسب القبول للخاص وخاصة في مجالي الطب والهندسة.
# وألا يقلا عن الحكومية بنسبة 5% وفي أسوأ الأحوال 10% لا كما يحدث الآن ووصول الفارق بينهما إلى (20 – 30%).
# لأن الأخطاء في تلكما المهنتين مثلًا قاتلة لتعاملها مع الإنسان نفسه -مباشرة وغير مباشرة- مما يجدر ألا نعرضه للخطر والموت.
# إلا إذا كنتم مصرين أنتم والجامعات الخاصة على تحقيق أمنيات السودانيات لأبنائهن بـ”الدكترة” و”الهندسة” مهما كان الثمن.
# فعلام تساهمون في أن يفقد الطب نفسه عافيته؟ مادام كل ثري صار بمقدوره أن يحقق أمنيته ليصير ابنه طبيبًا.
# لنتساءل فهل تلك الجامعات الخاصة همها الأكبر جمع الأموال وإن خرّجت أطباء أقصد أخطاء متزينة بالأبيض والسماعات.
# لنحصد السوء والتردي في الخدمات الطبية كما نلاحظ أن الكثير من أهل المرضى( قنعوا من خيرن في أطباء هذا البلد.)
# ماداموا عند خروجهم بمريضهم لأي دولة تبدأ خطوات علاجه بإزالة سموم الأدوية الخاطئة المحقون بها هنا.
# ومن بعد ذلك وإن كان في العمر بقية يشخص مرضه الأساسي لا المصنوع حتى يتم إعطاؤه العلاجات المناسبة والشافية بإذن الله تعالى.
# إذًا وبدلًا عن الموافقة فقط على شروط ارتفاع أسعاره المالية فما المانع ولمزيد من التجويد فيه إجازة ارتفاع نسب القبول له؟
# ولا للطرفة المرة وبمناسبة “قراية” الطب والتي ارتفعت أسعار المصروفات الدراسية فيها ما بين (5 – 6) مليارًا من الجنيهات.
# وذلك عندما سأل أحدهم صديقه: (انت ولدك بيقرا السنة الواحدة بكم في تلك الجامعة الخاصة المقبول فيها مؤخرًا.
# ليرد الأب بحوالي 6 مليار جنيهًا وهنا ننوه ونضيف بأن أسعاره بألاف الدولارات لطلاب الخارج وإن كانوا سودانيين.
# ليرد بعدها السائل ساخرًا وجادًا طيب ابنك دا بعد دفع المبالغ الكبيرة دي فيهو إذا ما نجح يكون موضوعه برادو وانقلبت.
# وهنا لا ننفي أن موجة المصاريف العالية الأخيرة وصلت للطب الحكومي نفسه مما يعني أنه ليس بالبعيد كثيرًا عن الدراسة بالخاص.
# وهذا يعني أنه شيئًا فشيئًا ألا يستطيع أبناء البسطاء “الشطار” ماديًا -لا أكاديميًا- من الدخول لقاعات الجامعات الحكومية.
# مما اضطر بعضهم والقليل جدًا منهم لقراءة الطب الخاص رجاء لا تستغربوا فهم يتنافسون على شحيح فرص المنح المجانية فيه.
# أكرر إنه وبدفع الأموال الخاصة فلن تعود لطبنا سمعته الطيبة والتي سارت بها الركبان على المستويات العربية والأفريقية والدولية.
# وسنظل نتحسر على أسعاره “البرادوية” مع حصاد الفشل فيها ونحن إلى زمان أسعاره الأقل من “الكارلوية” مع نجاحها وامتيازها.
هذا والله المستعان، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
صحيفة الانتباهة