محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: الشيوعي والبعثي حاربوا (التسوية) أكثر من محاربة (الانقلاب)


(1)

 انقلاب 25 اكتوبر الذي مضى عليه اكثر من عام كان سانحة طيبة لعودة الفلول والنظام البائد من جديد، الذين تمددوا وعادوا من جديد للدرجة التى تم فيها استقبال محمد الطاهر ايلا في شرق البلاد استقبال الفاتحين تحت انظار حكومة الانقلاب – ليعتبر الفلول عودة ايلا انتصاراً لهم وبدأوا يتحدثون (جهراً) عن عودة صلاح قوش والترتيب لاستقباله في مدينة مروي.

 كان يمكن ان يخرج البشير وعلي عثمان محمد طه ونافع علي نافع وعبدالرحيم محمد حسين من سجن كوبر وقد خرج بعضهم الى مستشفى السلاح الطبي مدعياً الاستشفاء.

 عاد اتحاد الصحفيين من جديد وبدأت كل نقابات النظام البائد تسيطر على المؤسسات الحكومية بعد ان تم فك حظر حسابات قياداتهم المجمدة من قبل بنك السودان.

 كل شيء كان يسير نحو عودة نظام 30 يونيو من خلال انقلاب 25 اكتوبر… الذي اعاد السودان الى (العزلة) الدولية التى كان يعاني منها في العهد البائد.

محتوى مدفوع

خبير شرطي وقانوني: وجود قانون خاص بالدعم السريع خطأ وقعت فيه الدولة وي…

 في ظل ذلك الانقلاب الذي كان يمهد لعودة (الكيزان).. دعونا نسأل ماذا قدم الحزب الشيوعي السوداني او حزب البعث لإنهاء هذا الانقلاب؟

 لا شيء.. انهم كانوا ينتظرونها ان تسقط من جديد ليخرجوا بيانات مباركة السقوط.

 الشعب السوداني بصورة (تلقائية) بعيدة عن الترتيبات (الحزبية) كان يعارض هذا (الانقلاب) وكان هو الذي يدفع الثمن.. وكان الشعب السوداني يقدم ابناءه رفضاً للانقلاب واعتراضاً عليه حتى وصل عدد الشهداء الى (122) شهيداً.. لا يوجد منهم واحد ممثل للأحزاب السودانية .. من كان يقتل كان من (عامة الشعب) الذين لا انتماء حزبي او تنظيم سياسي لهم.

 معارضة الانقلاب كانت معارضة (اهلية) وليست معارضة (حزبية) لتظل تحصد في ابناء الشعب السوداني يوماً بعد يوم.

 استمرار انقلاب 25 اكتوبر كان سوف يقضى على كل مظاهر الثورة وملامحها.

 لهذا كان لا بد ان يتم انهاء هذا الانقلاب بأي شكل من الاشكال .. بدلاً من ان نضيع (30) عاماً اخرى من عمرنا ليسقط انقلاب 25 اكتوبر كما سقط نظام 30 يونيو.

 لم يعد في العمر متسع لـ(ما لدنيا قد عملنا) التى ظللنا نسمعها (30) عاماً.. لنكتشف بعد سقوطهم انهم لم يعملوا شيء وهم في السلطة إلّا لدنياهم.

(2)

 قبل ان تكتمل عودة السلطة المدنية.. انسحب رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة السابق الحوري من المشهد.. وعاد لقمان للمشهد من جديد.

 قاضي محكمة الثوار (توباك / مصعب الشريف / الننة / ترهاقا) المتهمون في مقتل العميد شرطة (بريمة) يأمر بالآتي :

 1- تقييد دعوى جنائية تحت المادة 90 (إساءة استخدام سلطة الإحالة الى المحكمة) في مواجهة مدير سجن كوبر اللواء شرطة (الطيب احمد عمر الامين)

 2- نقل (محمد آدم – توباك) من سجن كوبر.

 ما كان لهذه الانتصارات ان تتحقق وللحق ان يعود لولا البداية الفعلية لانهاء انقلاب 25 اكتوبر.

 مصدر لـ «التغيير» : نقل وكلاء نيابة مراجعة «إزالة التمكين» وسحب البلاغات المدونة ضد أعضائها.

 كل هذه الاشياء تحسب للتسوية.. وهي اشياء تجعل الثورة مشتعلة .. ومستمرة.

 يجب ان نقف عند هذه (المكاسب) التى يمكن ان تحقق للسلطة المدنية عن طريق (التسوية).

 عندما يتم تشكيل حكومة (مدنية) سوف تزول كل اثار الانقلاب .. وسوف يعودوا ليصرخون من جديد.

 سوف تنتهى (العزلة) ويعود السودان من جديد للمجتمع الدولي وينتفع الشعب السوداني بالدعم الذي يمكن ان يعود له في طريق العودة الى الحكومة المدنية ليحدث النمو والتطور والبناء.

(3)

 الذي اعجب منه هو ان بعض قوى الثورة (الحية) عارضت (التسوية) وحاربتها اكثر من معارضتها ومحاربتها لانقلاب 25 اكتوبر.

 الشيوعي والبعثي لم يظهروا في الساحة إلّا بعد (التسوية) اما بعد انقلاب 25 اكتوبر فقد ارتضوا بالعمل (السري) والمعارضة من (باطن الارض) كما اعتادوا على ذلك.. اما ظاهر الارض فقد كان يقتل فيه اولئك الابرياء من ابناء الشعب السوداني الذين يبحثون بصدق ووطنية عن عودة السلطة المدنية.

 قلناها من قبل ان بعض احزابنا السياسية ومكوناتنا المدنية لو حاربوا البرهان وحميدتي مثل محاربتهم لحمدوك لما كان لنا ان نكون في مثل هذا الموقف (المخزي) الذي حدث في انقلاب 25 اكتوبر وعاد بعده الفلول من جديد.

(4)

 بغم

 اذا كنت في الصف الذي يوجد فيه الفلول ومناوي وجبريل واردول والتوم هجو ومبارك الفاضل.. عليك ان تراجع حساباتك سريعاً .. لأنك بهذا انت لست بعيداً عن (فلترق كل الدماء) و(ما لدنيا قد عملنا).

 وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

صحيفة الانتباهة