محمد عبد الماجد يكتب: كلام البرهان يمحوه حميدتي
(1)
· الشعب السوداني والقوة السياسية المعارضة يجب ألا تقف عند تصريحات رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبد الفتاح البرهان، فهي في احيان كثيرة تأتي (عكسية) لما يقوم به البرهان.
· عندما كانت تصريحات البرهان تضرب في الفلول وتنال منهم، كانت الحكومة السودانية تفعل عكس ما يأتي في تصريحات البرهان من تهديدات ووعيد، وهي تعيد تمكينهم وتسكينهم من جديد في السلطة ومفاصلها.
· لهذا يبقى حديث البرهان الاخير عن (التسوية) بدون قيمة. ففي كثير من الاحداث في هذا العهد وفي العهد البائد كان (الرئيس) آخر من يعلم.
· الذين احتفوا بتصريحات البرهان الاخيرة في (المعاقيل) او اعترضوا عليها يمنحون البرهان اكثر مما يستحق. والجيش الذي يمثله البرهان يعرف (فاصلو) تلك التصريحات، ناهيك عن الشعب السوداني.
· الشعب السوداني يملك قراره في يده.
(2)
· لا يملك البرهان القبول بالتسوية، فهو لا يملك حق رفضها او القبول بها، والكل يعلم ان (التسوية) اذا تمت سوف تجعل البرهان بدون (صلاحيات) وبدون كذلك (تصريحات) وهو مجبر عليها، وان لم تتم (التسوية) فسوف تكون وضعية البرهان اسوأ من وضعيته اذا تمت، فهو لا يملك حق تقرير المصير في (التسوية) قبولاً او رفضاً، لهذا لا تقفوا عند تصريحاته كثيراً.
· كل الذي يستطيع ان يكسبه البرهان من تلك التحركات هو ان يكسب المزيد من الوقت، غير ان اكتساب المزيد من الوقت نفسه لن يكون في صالح البرهان، لأن استمرار حكومة الانقلاب استمرار للمزيد من الاخطاء والكوارث.
· السودان يحكمه الآن (الشارع)، ويملك (الشعب السوداني) القوة الكافية لتنفيذ قراراته وتحقيق طموحاته. وتوافق هذا مع السلطة الحاكمة او لم يتوافق فإن المجتمع الدولي نفسه مجبر على التوافق مع الشارع السوداني، لهذا لا يعنينا كثيراً ما يحدث هنالك.
(3)
· سوف أردكم الى التناقضات التى جمع فيها البرهان بين تصريحاته وافعاله، فهي تناقضات تكشف حقيقة الاشياء وما سوف يحدث في الايام التالية.
· بعد احداث مجزرة فض الاعتصام وتتريس الطرق وتصعيد الشارع، كانت تصريحات البرهان وبياناته الرسمية تتحدث عن فض المفاوضات مع (الحرية والتغيير).. وكان البرهان يشير الى ان (فض الاعتصام) يعني تلقائياً (فض التفاوض).. وقد اصدر وقتها البرهان بياناً علق فيه التفاوض مع قوى اعلان الحرية والتغيير… لكن مع ذلك جلس البرهان وفاوض ووقع (مجبراً) على الوثيقة الدستورية عكس ما كانت تشير تصريحاته. وفي هذا نقول ما اشبه الليلة بالبارحة.
· بعد انقلاب (25) اكتوبر كان البرهان يؤكد ألا عودة للوراء، وكان يصرح في كل حوار ولقاء جماهيري معه بتشكيل الحكومة خلال ايام معدودة بعد الاطاحة بحكومة حمدوك.. وكان البرهان يتحدث عن تشكيل وإكمال مؤسسات الدولة المدنية المحكمة الدستورية والمجلس التشريعي، لكن البرهان فشل حتى في تشكيل حكومته وبقت الحكومة (شاغرة) حتى بعد مرور اكثر من عام على الانقلاب، وهو الذي كان يتحدث عن تشكيلها في غضون اسبوع من الانقلاب ليفشل حتى في تعيين رئيس للوزراء.
· المفاجأة ان البرهان عاد بعد شهر الى حمدوك وأعاده من جديد (معززاً ومكرماً) الى منصبه رئيساً للوزراء، وهو يتحدث عن وطنيته وإخلاصه ونبله، بعد ان كان يتحدث عن فشله وتردده وضعفه وخيانته، ليستقيل حمدوك عن المنصب اختياراً بيده لا بيد البرهان.
(4)
· الشيزوفرينيا (السياسية) هي ما يفعله البرهان الآن وهو يجمع بين كل المتناقضات في آن واحد.
· خرج من رحم العهد البائد ليكون ضدهم.
· انحاز للشعب السوداني ثم فض الاعتصام في مجزرة دموية.
· اتفق مع (الحرية والتغيير) ثم انقلب عليهم.
· جاهر بالعداء للفلول ثم حقق لهم رغباتهم.
· اثنى على حمدوك ثم اطاح به.
· انقلب على حمدوك ثم اعاده من جديد لمنصبه رئيساً للوزراء.
· رحب بالتسوية واحتفى بها ثم رجع يسخر منها وينتقدها ويطعن في الطرف الآخر.
· عندما تتعامل مع شخصية بهذه المواصفات والتركيبة، يجب ان تكون بالذكاء الذي يجعلك تتحسب للضد عندما يحدث الاتفاق.
· أنا لا اعرف كيف يتعامل (حميدتي) مع البرهان في ظل هذه التناقضات المرهقة، وهو شريك وصنو له في السلطة لا تؤمن تحركاته وعواقب تصريحاته.
· تناقضات البرهان ليست بين تصريحاته وأفعاله.. فهي ايضاً بين البرهان وحميدتي.
· لا اريد ان اقول ان كلام البرهان يمحوه حميدتي.. ولكن اقول ان حميدتي اكثر توازناً واحتراماً وصدقاً لتصريحاته وهو واضح فيها.. وان اختلفنا حولها واختلفنا حوله.
· لا يعقل ان تظهر للشعب بوجه وتظهر للجيش بوجه آخر.
· الاعتراض على حميدتي ربما يكون في (نواياه) والاعتراض على البرهان في (افعاله).. والأمران يمكن ان تكون هنالك مخاوف كبيرة منهما.
(4)
· في الطب الحديث ظهرت زراعة (الكبد) وهنالك زراعة (الاسنان). وظهرت في الطب التجميلي زراعة (الشعر).
· بعض ممن هم في السلطة الآن في حاجة لزراعة (المواقف).
(5)
· بغم.
· حدثوا مني أركو مناوي بأننا وصلنا الى نهائي بطولة كأس العالم الذي سوف يجمع غداً الاحد بين الارجنتين وفرنسا وليس اثيوبيا وكينيا.. وقطر حتى الآن لم يصلها (خروف) واحد او (ربع كيلو لحمة) من الخراف التى اعلن مناوي التبرع بها لضيوف قطر في نهائيات كأس العالم.
· وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
صحيفة الانتباهة