طه مدثر يكتب: الثورة لا تقبل بالعطلة الرسمية
(1) سواء أعلن ذلك الجسم الهلامي المطاطي أي مايسمونه الأمانة العامة لمجلس الوزراء الذي نسمع به ولا نراه سواء أعلن اليوم الاثنين التاسع عشر من ديسمبر والذي يصادف الذكرى الثالثة لثورة ديسمبر الظافرة كما أنه يصادف ذكرى إعلان الاستقلال من داخل البرلمان ، وسواء أعلن ذلك الجسم الهلامي أن اليوم عطلة رسمية في جميع أنحاء البلاد أو لم يعلن فإن الثورة قائمة وأن الشارع الثوري يعرف أن السلطة الإنقلابية أعطت ما لا تملك لمن لا يقبل ، وأن نيران الشارع لم تخمد بعد ، ولم تنطفئ شعلة انتفاضته الباسلة ، والتي معلوم بالضرورة أنها أزاحت حكم طغمة مستبدة فاق طغيانها كل الحدود استفردت بالسلطة ثلاثة عقود متتابعات ، وظنت جهلا أو غرورا أن الأمر استتب لها الى يوم أن ينزل سيدنا عيسى عليه السلام ليستلم منهم الحكم فهذا الصلف وذاك الغرور أورد ما يسمونه حكومة المؤتمر الوطني اوردها موارد الهلاك ، وجعلها اثر بعد عين ، وان ظن البقية من بنى الكيزان والمتكوزنين أنهم في حالة بيات شتوي ، ولا نقول انهم في استراحة محارب لأنه معلوم عنهم أنهم لم يحاربوا الا الشعب السوداني الاعزال الذي ظنوا أنه سيظل ابد الدهر يعيش بين الحفر.
(2) ولكن الشعب السوداني الثائر الذي قهر من قبل سلطات ديكتاتورية له القدرة على هزيمة هذه الثلة من المتأسلمين ومن لف لفهم فكانت ثورة ديسمبر الظافرة التي وبسلمية لم ير العالم نظيرها وبصدور عارية إلا من حب الوطن والبحث عن مستقبل أفضل استطاعت أن تهد قلاع الظلم الباغي.
(3) واليوم سواء اعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء عن عطلة في جميع أنحاء البلاد وكأن البلاد اصلا لم تدخل في عطلة منذ انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر 2021 ، وكأن الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والخ تسير سيرها الطبيعي ، وكأن علاقتنا الخارجية تمضي عادية وكأن ما تحقق من قبل السلطات الإنقلابية من امن وسلام وتنمية وبنى تحتية وغيرها.يستحق أن تكلف الأمانة العامة لمجلس الوزراء نفسها فوق طاقتها وتمنح المواطنين إجازة.حتى ينالوا قسطا من الراحة.
(4) إن منح المواطنين إجازة بمناسبة الذكرى الثالثة لثورة ديسمبر الظافرة هو كلمة حق اريد بها باطل أنها محاولة بائسة يائسة من قبل السلطات الإنقلابية للحد من حجم الحشود الثورية التي عزمت على تسيير المواكب والحشود الما مكرية ولا الحشود المدفوعة القيمة مقدما ان الحشود الثورية التي ستخرج في الذكرى الثالثة لثورة ديسمبر الظافرة هو خروج من أجل استعادة بريق الامل بان فى الإمكان افضل مما كان ومما هو كائن اليوم هو خروج من أجل ارسال رسائل إلى الشهداء في عليائهم اننا لن ننساكم فانتم من عبدتم لنا الطريق.للسير باهداف الثورة وتحقيق تلك الأهداف (حرية سلام عدالة مدنية خيار الشعب) مهما تعاظمت التضحيات أو كان الثمن المهج والأرواح وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم…
صحيفة الجريدة