مقالات متنوعة

إجازة اليوم الاثنين احتفالا بثورة ١٩ ديسمبر… ماذا بقي من الثورة؟

إن أريد الا الاصلاح
محجوب مدني محجوب

يحتفل السودانيون اليوم ١٩ ديسمبر بالثورة، فهل بقي من هذه الثورة طعم يشعر به هؤلاء السودانيون؟
جاء يوم ١٩ ديسمبر ليعلن ميلاد السنة الرابعة للثورة لا يحمل سوى المرارات والمآسي.
اكتسبت الثورة في عيدها الرابع المزيد من الجرحى.
اكتسبت الثورة في عيدها الرابع المزيد من القتلى.
اكتسبت الثورة في عيدها الرابع الشلل التام في تحقيق أي خطوة سياسية.
لم يعرف في عيد الثورة الرابع المجرم من المخلص في حق هذا الشعب الأبي.
لم يعرف في عيد الثورة الرابع مصير من أطاحت بهم الثورة، فلم يعرف هل هؤلاء الذين أسقطتهم الثورة مدانون ليحاكموا أم هم بريئون فيخرجوا من سجونهم.
على ماذا تحتفل الثورة؟
تحتفل بإجراءات الفريق البرهان الذي جاءت به الثورة والذي اعتدى عليها مرتين:
مرة بحكومة الخامس والعشرين ومرة بالاتفاق الإطاري فكل مرة أسوا من أختها؟
يحتفل السودانيون بالثورة اليوم الاثنين، وما مثلت الثورة سوى نسخة ثانية من نسخة الإنقاذ.
فإن اتسم عهد الإنقاذ بالغلاء، فما جاءت الثورة إلا بنسخة ثانية منه.
فإن اتسم عهد الإنقاذ بالبطش وكبت الحريات ومصادرة كل رأي مخالف، فما جاءت الثورة إلا بنسخة ثانية من ذات الأزمات.
فإن اتسم عهد الإنقاذ برفع الشعارات فقط فقد جاءت الثورة بنسخة ثانية برفعها للشعارات دون أي أثر على الواقع.
إن اتسمت الإنقاذ بالاتفاقيات الجوفاء مع الحركات المسلحة، فها هي ذات الاتفاقات بذات ملامحها تظهر مع الثورة في نسختها الثانية.
إن اتسمت الإنقاذ بسياسة التمكين، فها هي ذات السياسة تأتي بها الثورة في نسختها الثانية.
على ماذا يحتفل السودانيون اليوم؟
اللهم إلا إن كانوا يريدون أن يتحسروا ويتألموا على ١٩ من ديسمبر.
إذا امتدت جميع الأزمات وتفاقمت بعد الثورة ما الفرق إذن بين الأحداث التي أعقبت الثورة وأحداث حكومة الإنقاذ ؟
الفرق هو أن الإنقاذ تلاعبت بشعارات الدين وما بعد الثورة تلاعبت بشعارات الثورة.
الفرق هو أن التمكين والاستيلاء على مفاصل الدولة كان خاصا بجماعة البشير فقط وما بعد الثورة صار لعبة كراسي تتغير الوجوه والأسماء لكن لم تتغير السياسة إطلاقا سوى أنها زادت وتفاقمت.
لا يوجد شيء يحتفل به السودانيون بالثورة.
يوم ١٩ ديسمبر لا ينبغي أن يكون إجازة بل ينبغي أن يكون يوما يقتلع فيه كل من جاءت به هذه الثورة، فحينما جاءت الثورة لم يكن غرضها وهدفها لتأتي بنسخ من الإنقاذ.
لم يكن غرضها لتأتي بنسخ من الفساد واللامبالاة وبالاستغلال وبتهميش هذا المواطن المغلوب على أمره.
ويا ليتها جاءت الثورة بالمجان، وإنما جاءت بدماء وأرواح هذا الشعب.
يا أيها السودانيون ألا فاعلموا أن ثورة ١٩ ديسمبر وبما أفرزته من أحداث، وما أظهرته من شخصيات تحتاج إلى ثورة.

صحيفة الانتباهة