مقالات متنوعة

محجوب مدني.. رأس السنة والصحبة

إن أريد الا

كل عام والجميع بعافية وصحة.
عام جديد حافل بالمناسبات السعيدة على مستوى العالم وعلى مستوى المسلمين وعلى مستوى البلدان المسلمة وعلى مستوى مدننا وقرانا وعلى مستوى أحيائنا وعلى مستوى أسرنا وعلى مستوى أشخاصنا.
ربنا يحقق الأماني التي تدفع بهذا العالم إلى الأمام.
فلنحتفل برأس السنة الميلادية.
ولنحتفل مع أصدقائنا وزملائنا.
ومن أراد ان يتعرف على مسيرة حياته في السنة الماضية ويتعرف على ما قدم منها وأخر، فلينظر لمن خرج معه في الاحتفال برأس السنة الجديدة.
فلينظر إلى هواياتهم وسلوكياتهم، وإلى ما يحبون وما يكرهون.
لا تنظر إلى سلوكك.
لا تنظر إلى عملك.
فقط انظر إلى من اختارك أن تذهب معه للاحتفال برأس السنة.
انظر إلى سلوكه وسلوك عائلته إن كان شابا.
انظر إلى سلوكه وسلوك أبنائه إن كان متزوجا.
انظر إليه وانظر إلى تصرفاته، فهي ذات تصرفاتك ذات هواياتك ذات اهتماماتك.
فإن كانت هذه السلوكيات وهذه التصرفات صحيحة ولا يعاقب عليها القانون ولا ينبذها المجتمع ولا تخجل في الحديث عنها ولا تخجل من عرض صورها وفيديوهاتها، فتأكد أن هذه الرفقة، وهذه الصحبة حسنة، فلتتمسك بها في هذا العام الجديد والأعوام المقبلة إن مد الله في الآجال.
وإن علمت أن كل ما يجمع احتفالاتكم هو غير مصرح به مجتمعيا وأخلاقيا وقانونيا ودينيا، فلتحاول أن تتخلص من هذه الصحبة شيئا فشيئا من أول يوم بدأت به هذه السنة الجديدة حتى إذا شارفت هذه السنة الجديدة على الانتهاء وبدأ الناس يستعدون لوداعها، ويستعدون لاستقبال السنة الجديدة تكون أنت قد قطعت شوطا طويلا في التخلص من كل شخص سيء يدعوك وهو مسرور غاية السرور للاحتفال معه بالعام الجديد.
فكل شخص سيء الخلق يسر بمرافقتك فتأكد أن العيب فيك.
تأكد أنه وجد فيك من خصاله السيئة.
او أنك وإن كنت لا تفعلها فإنك لا ترفضها.
فما من مجموعة نسقت وبرمجت ورتبت لرحلة رأس السنة إلا ويجمع بين أفرادها رابط.
هذا الرابط قد يكون حسنا وقد يكون سيئا.
فلينظر كل واحد لهذا الرابط الذي يجمعه مع المجموعة التي نسق معها للخروج لرحلة احتفالا برأس السنة، فإن كان الرابط مقبولا شكلا ومضمونا، فليكن هذا الرابط دليل درب له للسنة الجديدة.
وإن كان الرابط مرفوضا شكلا ومضمونا.
مرفوضا قانونيا ومجتمعيا وأخلاقيا ودينيا، فليضغط على نفسه الأمارة بالسوء، وليبتعد عنه من أول يوم في العام الجديد.
فالأيام تجري بسرعة ولا أحد يعلم هل موعده مع ربه في بداية هذه السنة، فيحاسبه الله على نيته في تغيير ذاته وسلوكه.
أم موعده مع ربه في وسط هذه السنة الجديدة فيكافؤه ربه على ما بذله من مجهود في تغيير ذاته وسلوكه.
أم موعده مع ربه في نهاية السنة الجديدة، فيكافؤه ربه في الاحتفال القادم بصحبة طيبة تعينه على فعل الخير وتدله عليه، فإن فارقها في أي وقت فسوف تدعو له بالمغفرة وبالرحمة.
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي.

محجب مدني
صحيفة الانتباهة