احمد يوسف التاي يكتب: الإسلام ليس ديننا وحدنا
(1)
في كل عام ميلادي جديد يكثر الجدل بين المسلمين حول جواز تهنئة المسيحيين بعيد ميلاد سيدنا عيسى عليه السلام ،عبد الله ورسوله، وجواز الإحتفال بهذه المناسبة ..وبالطبع لستُ فقيها ولا عالما لأفتي في أمور الدين التي أعرف منها القليل الذي سأدلي به ،لكني أعرف يقينا أن المجادلة بالحسنى والموعظة الحسنة هي من أساس الدين والدعوة إلى الله، ومايمكن أن يتحقق باللين والمجادلة بالحسنى واحترام المُجادَل لا يتحقق لا بالهتاف والصراخ والتهكم والسخرية ولا حتى بالقتال، خاصة وأن الحجج التي تبين أن الإسلام هو رسالة واحدة جاء بها كل الأنبياء ناصعة قوية واضحة مقنعة متسقة مع نفسها متماسكة يقبلها العقل فيحدث الإقناع الراسخ بالأسلوب السلس المتماسك لا المنفرالساخرالمستفز..
(2)
لقد علمنا من كتاب الله المنزل على خاتم النبيين أن الله سبحانه وتعال أخذ العهد والميثاق على كل الأنبياء الذين بعثهم للبشرية فأخذ ميثاقاً غليظا من كل نبي وأمته ، وأخبرهم جميعا أنه جلّ جلاله إن بعث فيهم خاتم أنبياءه محمد صلى الله عليه وسلم، عليهم أن يؤمنوا به وينصروه، وبحسب منطوق الميثاق الذي أخذه الله على أنبيائه عليهم صلوات الله أجمعين ، اصبح الأنبياء جميعا ملزمين وأممهم الذين آمنوا بهم بالميثاق الذي أخذه الله سبحانه وتعالى عليهم، وفي هذا يقول الله تعالى في كتابه الكريم: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي ۖ قَالُوا أَقْرَرْنَا ۚ قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}(آل عمران:81ـ82).
(3)
الله سبحانه وتعالى أنبياءهورسله بأخيهم نبيء آخر الزمان الخاتم وصفاته ،فقد كانت صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل ظاهرة واضحة لا لبس فيها ،وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى حيث في القرآن قال: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ}(الأعراف:157).
بل كانوا يعرفونه أكثر مما يعرفون أبناءهم وأنفسهم {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}(البقرة:146).
كان أهل الكتاب يعرفون رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفاته التي جاءتهم في كتبهم، ويعرفون نبوته وصدق رسالته.
(4)
وجاء في التوراة عن وصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم: {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} وحرزاً للأميّين، أنت عبدي ورسولي، اسمك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، (ولا صخّاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح)، ولن يقبضه اللّه حتى يتم به الملة العوجاء، بأن يقولوا: لا إله إلا اللّه، ويفتح به قلوباً غلفاً، وآذاناً صماً، وأعيناً عمياً…
الخلا صة أن الدين واحدوهو الإسلام وكما قال الله تعالى (إن الدين عندالله الإسلام)..وقال تعالى ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهوفي الآخرة من الخاسرين)…والرسالات السابقة كانت ممهدة للإسلام، وكل من يؤمن إيمانا قاطعا بما جاء به النبيون فهم مسلمون لأنهم مأمورين بذلك، والمسلمون مأمورون بالإيمان برسل الله أجمعين وعدم التفرقة بينهم وبكتبهم غير المحرفة فهي منهاجهم وشرائعهم والإسلام دينهم…اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله وثق أنه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة