عبد الله مسار يكتب: ورطة أمريكا في أوكرانيا
أمريكا دولة عظمى في العالم بالتقييم الدنيوي، بل هي الأولى بتصنيف القوى، فهي تملك السلاح الذري والكيميائي، وتملك ترسانة كبيرة من السلاح، وتملك جيشاً وأساطيل مُنتشرة في فضاء وأرض ومياه العالم، وتملك تحالفات كثيرة وخاصة حلف الناتو.
أمريكا الآن تسيطر على كل العالم بالقوة وليس بحب الخلق لها، ولكن بالخوف من بطشها ومن جبروتها وسطوتها، ودنت أن تقول أنا ربكم الأعلى كما قال فرعون مصر في وقت غابر.
كثير من قادة أمريكا لا يعتقدون أنّ للكون رباً يديره ويُدبِّر أمره، أمريكا ظلمت كثيراً من دول وشعوب العالم، أمريكا قضت على العراق وقتلت الرئيس العراقي صدام حسين ظلماً بادعاء كاذب أن العراق تمتلك سلاحاً كيمياوياً!
ولعدم وجود قوة تُوقف جبروتها، جعلت كل العالم تحت جزمتها لأنه يخاف من سطوتها وجبروتها، أمريكا تجبّرت كما تجبّر النمرود بن كنعان حيث جادل سيدنا إبراهيم عليه السلام لما قال هو يحيي ويميت ولكن باغته لما قال له سيدنا إبراهيم عليه السلام (فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب….) وهنا احتار وبهت النمرود لأنه مخلوق وليس خالقاً وهنا أرسل الله أضعف جنده إلى النمرود وهي بعوضة دخلت رأسه عبر أنفه وظل لا ينام إلا بعد ضرب مبرح في رأسه ومات على تلك الشاكلة وهذه البعوضة قضت على أعتى فراعين الأرض.
الآن أمريكا أرسل الله له أحد جنوده وهو الرئيس العنيد بوتين الذي لا يتراجع أبداً، وقد قال إنه لا بد أن ينتصر في حربه ضد أوكرانيا، لأنه قال لشعبه ماذا تريدون من الحياة إن لم تكن روسيا هي الدولة العظمى، وهذا يعني أنّه لن يُوقف الحرب ولو أدى ذلك لقيام حرب عالمية ثالثة حتى ولو كانت نووية (النصر أو نهاية العالم)، وهذا يجعل أمريكا في ورطة لأنها أدخلت أوكرانيا والعالم في حرب لم تحسب حساباً، كيف نهايتها ومع رجل عنيد، وهو أعتقد جندي من جنود الله لينتقم للمظلومين في العالم أشخاصاً وحكاماً وشعوباً من أمريكا عبر تدخلها في الحرب الأوكرانية. ولذلك أعتقد أن الحرب ولو توقّفت ولم تصل افناء العالم فلن تكون أمريكا القطب الأوحد في العالم.
الآن السفير الأمريكي في السودان جون غودي الذي جاء من العراق وله فيديوهات مسجلة، ارتكب فيها جرائم حرب ضد الشعب العراقي عذاباً منقطع النظير، ليفرض على السودان نظام حكم مرفوض من 90% من الشعب السوداني باسم التحول الديمقراطي والحكم المدني والذي هو ادّعاء كاذب وهو استعمار جديد ليوفر لأمريكا مصالحها على حساب شعب حر في وطنه، ولكن فقير ولكنه أيضاً شعب تاريخه حافلٌ بالنضال ومقاومة الاستعمار والاستبداد والظلم!
أيها السادة.. الرئيس بوتين هو أحد جنود الله أرسله ليقتص للمظلومين من أمريكا، وهذه ليست أمنية، ولكن حكم من أحكام الله أكده القرآن. إن الظالم ينام ولكن المظلوم لا ينام، فهو يدعو الله ودعوة المظلوم لا ترد. إنها ورطة أمريكا في أوكرانيا.
وغداً نتحدّث عن تدخل السفير الأمريكي في شأن السودان عبر توقيع الاتفاق الإطاري، بل هو صناعته وفرضه على الموقعين (عساكر وآخرين).
صحيفة الانتباهة