مقالات متنوعة

مركز (عنقرة) وتكريم القنصل (عدلي)!

دائماً ما يتحدث الجميع عن العلاقات السودانية المصرية.. ويجترون الكثير من الروابط والمشتركات؛ ويسهبون في الحديث عن (المصير المشترك– واللغة الواحدة– والتاريخ الواحد) الذي يتنفسه انسان (وادي النيل) سواء أكان في الخرطوم أو القاهرة؛ أو في حلفا أو أسوان– وكل الذي يقال عند وضعه على الميزان؛ نجده (أقل) قامة من الموجود على أرض الواقع.. لأن (الاندماج) بين الشعبين أزال كل الفوارق بينهما؛ بينما اجتهدت قيادتا الدولتين لاذابة كافة العقبات؛ لدرجة أن المتنقل بين الخرطوم والقاهرة ؛ صار كأنما يتنقل بين مدن في (دولة واحدة) لا تفصل بينهما الحدود.. فضلاً عن الترابط الاجتماعي العميق ؛ وانسياب كافة الحقوق للمواطنين في البلدين.

أمسية الثلاثاء الماضي لبيت دعوة جاءت لشخصي من الأمير جمال عنقرة؛ أخونا وحبيبنا الأكبر وعنقرة هو (سلطان– وأمير) في بلاط صاحبة الجلالة؛ وله سعة في الصدر؛ وأفق في التفكير ما يجعله دائماً في حالة (مبادرات)؛ يصعب على الشخص العادي القيام بها.. جمال عنقرة نظم عبر مركزه ذائع الصيت (عنقرة للخدمات الاعلامية) حفلاً باهراً لوداع القنصل المصري السابق أحمد عدلي امام؛ والترحيب بمقدم خلفه السيد تامر منير ؛ واختار عنقرة بنجاح كبير منتجع دوسة بوسط الخرطوم؛ على شارع النيل ليحيي هذه الليلة؛ والتي اختار لها بحسه الصحفي والاجتماعي شعار(ليلة في حب مصر).

سبق أن تحدثنا عن ضرورة الانتقال مباشرة الى دائرة (المصالح المشتركة)؛ وهذه لن تتأتى فقط بالمشاعر النبيلة (المتبادلة)؛ وانما تتنزل الى الأرض بأفعال لا أقوال؛ فلا زال ينتظر من هذه العلاقة الكثير؛ صحيح أن بين البلدين اتفاقيات اقتصادية مشتركة؛ وتبادل تجاري كبير يتصاعد باستمرار؛ وبينهما روابط تجارية حدودية على مستوى (القطاع الخاص) غير موجودة في كل البلدان.. لكن ما يتطلع اليه الانسان السوداني؛ والمصري على حد سواء أكثر من ذلك بكثير؛ ويرتفع سقف (الآمال) بين الدولتين لقيام مشاريع عظيمة؛ وذات خصوصية في السودان .. وذات خصوصية كذلك في مصر.. فاذا كان مشوار العلاقة الراسخة والقوية والمتينة يكتمل بمئة خطوة؛ فلا زلنا لم نقطع عشر المشوار.. ولا زال ينتظرنا الكثير.

الأيام الماضية شهدت تغيير السفير المصري السابق حسام عيسى؛ الذي وضع لبنات هذا التعاون؛ وحل خلفاً له السفير (هاني صلاح).. الذي استقبلته المحافل السودانية بكامل الترحاب؛ وواضح مما يملكه من خبرات في الملف السوداني يستطيع أن ينقل به العلاقة لأبعد وأعمق مما هي عليه الآن؛ وبالقطع سيعاونه مسشتاروه؛ في السفارة بالاضافة الى القنصل العام الجديد (تامر منير)؛ الذي جاء خلفاً للقنصل العام السابق احمد عدلي.. وقد قدم عدلي لهذه العلاقة ما جعله محبوباً بين السودانيين؛ وامتدت علاقاته بالمجتمع السوداني لدرجة أنه ظل مشاركاً في الأفراح والأتراح السودانية طوال سنوات خدمته في السودان.. وما قدمه أحمد عدلي (ثقيل) بحساب ميزان الدبلوماسية؛ وذلك بالقطع سيتعب القنصل الجديد؛ فقد كان عدلي واسع النشاط والاطلاع والمبادرة.

وتشهد له المسارح السياسية والاجتماعية في الخرطوم؛ التي تبارت في الفترة السابقة في ميدان تكريمه؛ وبالفعل هو شخصية تستحق هذا التكريم وذاك الاحتفاء.. وبرغم بعده من الملف السوداني لمحطات أخرى تختارها له القيادة المصرية؛ الا أن الروابط بينه وبين الخرطوم؛ تجعله محباً لهذه العلاقات من اي موقع آخر يذهب اليه. فالتحية للمستشار عدلي ولخلفه منير؛ وتحيات زاكيات لمركز عنقرة الذي أتاح هذه الفرصة لأحباب تنمية وتطوير العلاقة مع مصر الشقيقة.

بخاري بشير
صحيفة الانتباهة