صفاء الفحل تكتب: باي .. باي .. اردول
يشتعل الحراك هذه الايام بشدة داخل وزارة المعادن والشركة السودانية للمعادن، بصورة خاصة في اطار التمكين استعدادا، بعد اخبار مؤكدة عن اقتراب رحيل مديرها مبارك أردول، الذي اجمعت عليه كل القوى السياسية، بعد الآداء الضعيف الذي قدمه خلال السنوات الماضية، وسوء التخطيط الذي لازم عمله، والذي جعل من قطاع المعادن رغم الانتاحية العالية غير ذو فائدة للخزينة والميزانية العامة، بل وتحول الى عبء عليها في كثيرا من المناحي خاصة في قطاع الصحة وانتشار السرطانات في مناطق التعدين الذي تستخدم فيه مواد ممنوعة دوليا وهو يغض الطرف عنها.
والحقيقة ان المسئولية المجتمعية لهذا القطاع تعتبر ضعيفة الآداء أو غير موجودة، بالمقارنة مع ما يسببه هذا القطاع العشوائي من اضرار بيئية وصحية تعود خصما على العديد من القطاعات الاخرى كالثروة الحيوانية والزراعة والصحة، وهي القطاعات التي ظلت تسير الحياة في هذا البلد الذي يعتمد أكثر من ٧٠٪ من سكانه على الزراعة.
كما اتضح عدم جدوى تلك الانتاجية من خلال الميزانية الجديدة التي طرحها السيد وزير المالية، والتي اعتمدت تماما على (جيب المواطن) وتجاهلت تماما تلك الجهة التي يكرر القائمون عليها حديثه عن رفد الميزانية (خرافية) تكفي لتغيير الخارطة الاقتصادية ان (صدقوا) مع عدم تقديم خدمات في كافة النواحي من الدولة لا في الصحة ولا في التعليم ولا حتى في تخفيض اعباء المعيشة، ليطرح كل الشارع السؤال الكبير أين تذهب ايرادات هذا الذهب والثروة الحيوانية التي تخدع الشعب بالمبالغ الكبيرة التي تُعلن من تلك الجهات، وهو يسمعُ جعجعة ولا يري طحيناً.
ولن نتحدث عن العنصرية التي مارستها الحركات بعد توليها أهم جهات ايرادية في الدولة (المالية والمعادن والثروة الحيوانية)، حيث اصبج التعيين محصورا على مجموعات محددة، الأمر الذي انعكس في تحركات ومطالبات بالحكم الذاتي والانفصال احيانا في مناطق صارت ترى أنها مهمشة مع ابعاد ابناءها عن مراكز القرار، رغم تضحياتها بانتشار الاوبئة والامراض فيها وان تلك النشاطات تتم في اراضيها.
قرار اقالة اردول الذي دخل الى المعادن بفهم عنصري بحت، وهو مازال يمارس الامر بتثبيت اركان اثنيات محددة، بتعيينات متسارعة حتى اصاب القطاع الترهل، يجب أن يتبعه تغيير بعض الادارات داخل العديد من الجهات التي عملت على ادخال العناصر في مفاصلها بصورة (اثنية)، بعيدة عن الكفاءة والمؤهلات أمرا ضروريا خلال المرحلة القادمة، لإعادة التوازن لتلك المؤسسات فالوطن بحاجة ماسة للتوافق الروحي قبل المصالحات السياسية كأساس تبنى عليه فكرة تلك المصالحات، والتوافق بعيدا عن التعصب القبلي والمحسوبية، التي لا فرق بينها والتمكين الذي مارسه الكيزان سوى في الشكل والنوعية والزمان.
والثورة ستظل ماضية
ولا مكان للعنصرية والمحسوبية في السودان الجديد
صحيفة الجريدة