عثمان ميرغني

عثمان ميرغني يكتب: حوار السفير البريطاني

السفير البريطاني بالخرطوم، السيد جايلز ليفر استضافه منتدى “المائدة المستديرة” بصحيفة (التيار) أمس الأول “الخميس 5 يناير 2023” وتحدث على مدى ساعتين ونصف مع كوكبة من الصحفيين والإعلاميين حول الأوضاع السياسية الحالية بالسودان والجهود الدولية والثنائية للبحث عن حل.

السفير أجاب بوضوح على كل الأسئلة التي طرحها الصحفيون، تجدون تقريراً خبرياً في عدد اليوم وتفاصيل في تحليل سياسي في عدد الغد بإذن الله، ولكني هنا أردت التركيز على نقطتين في غاية الأهمية ذكرهما السفير.

الأولى هي العون البريطاني للسودان في ترميم “بيت الخليفة” بأم درمان ومتاحف أخرى، وبعض الآثار التي ليس لها علاقة بالفترة التي تولت فيها بريطانيا إدارة السودان، السفير حرص على التأكيد أن الأصول التاريخية والتراثية في السودان غنية للغاية، وأنها تمثل رصيداً كبيراً للدولة السودانية.

ذكَّرني حديث السفير البريطاني بما قاله السفير الأمريكي جودفري في حواري معه –سبتمبر الماضي 2022- عندما وضع السياحة في المرتبة الثالثة بعد الزراعة والتعدين ضمن قامة الموارد الاقتصاية الأكثر أهمية للسودان.

وبكل أسف رغم أن هذا المورد الاقتصادي سهل المنال خاصة مع موقع السودان الوسط في القارة الأفريقية والعالم العربي إلا أنه لا يزال مهملاً بصورة كبيرة.. والآثار التاريخية في كثير من بقاع السودان مهملة متروكة في العراء بلا رقيب وبعضها تخاطفته أيدي عصابات الآثار التي لا تجد عناءً في سرقة آثار السودان الثمينة، ولا تزال الذاكرة السودانية تختزن حكاية قطع وسرقة شجرة الصندل من قلب متحف السودان القومي في عز النهار.. ووزارة السياحة دائماً متركة في قسمة السلطة للأحزاب الأصغر باعتبارها “وزارة مظاليم” ليس إلا.. وعندما يتولاها وزير يفضِّل أن يمارس السياحة في الخارج تحت مزاعم الاستفادة من تجارب الآخرين.

النقطة الثانية في حديث السفير البريطاني عن أهمية موقع السودان الجيوسياسي بالنسبة للعالم أجمع، وحدد السفير ميزة الموقع فقال إنه يحظى بالبحر الأحمر الذي تمر به نسبة كبيرة من التجارة الدوية، وحضن النيل وتوسط العالم العربي والقارة الأفريقية والساحل وشمال أفريقيا، مما يجعله قادراً على استقطاب الاستثمارات ورؤوس الأموال خاصة إذا تحقق فيه الاستقرار السياسي.. وأشار السفير للاستثمار البريطاني الكبيرفي دولة كينيا بعد أن تحقق فيها الاستقرار والرغبة في النمو والتقدم.

في تقديري أن الأزمة السياسية السودانية ليست في تعقيدات النزاع بين الأحزاب والأحلاف السياسية فحسب، بل في سطو الشأن السياسي على المصالح القومية وآن الأوان لفصل مقادير السياسة والساسة عن مصالح الوطن والمواطن.

على الشعب السوداني رفع شعار (لكم دينكم ولي دين) في وجه اللاعبين السياسيين.

#مافيش_وقت

صحيفة التيار