محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: يا عزيزي كلنا (كيزان)

(1)

 بعد سقوط نظام الانقاذ في 11 ابريل 2019م لاحظت ان عدداً كبيراً من الذين كانوا ينتمون للمؤتمر الوطني نكروا علاقتهم به، وادعوا تطهرهم منه وهم كانوا جزءاً من الحزب الحاكم.

 تخلوا عن (المؤتمر الوطني) بعد ان انتفعوا منه على مدار ثلاثين عاماً، كانوا فيها يرددون (كل شيء لله) ، و(لن نذل ولن نهان) ، و(ما لدنيا قد عملنا) . بلغوا مرحلة من الجرأة انهم كانوا يرددون شعارات الثورة التى اسقطتهم (وأي كوز ندوسو دوس) ، و(يا عنصري ومغرور كل البلد دارفور) … و (حرية.. سلام وعدالة) .. وكانوا يخرجون في مواكبها التى كانوا يسخرون منها ويؤكدون انحسارها ..كانوا يطلقون على الدكتور حسن الترابي مصطلح (شيخنا) لينتقلوا بهذا المصطلح الى علي عثمان محمد طه بعد ان اصبح طه هو الرجل الاول في السلطة (فكرياً) عقب مفاصلة عام 1999م.

 كنا عندما نسمعهم يقولون (شيخ علي) نعتقد ان القبة تحتها (شيخ) او على الاقل حواليها (حواريه).

محتوى مدفوع

قرار جديد للجنة المسابقات باتحاد كرة القدم

 المضحك انهم نقلوا المصطلح الى صلاح قوش ليصبح صلاح قوش شيخ صلاح.. بعد ان تراجعت اسهم علي عثمان محمد طه ولحق التلميذ بأستاذه بمفاصلة اخرى لم تكن معلنة.

 كانوا هكذا ينتقلون من موقف الى موقف بسرعة البرق ، ربما نتج ذلك من كون مواقفهم مبنية على (شية الجمر) و (كبدة الابل) و (سبيطة الموز) .. بدأوا في (المؤتمر الوطني) يتلفحون فكر الدكتور حسن الترابي ويتشربون نظرياته حتى وصلوا الى مرحلة تقليده في اللبس والكلام وفي الاشارة باليد – قلدوه في الابتسامة وفي سخريته .. ثم نزعوا كل ذلك وتعسكروا عندما تخلص المؤتمر الوطني من (شيوخه) وأصبح حزباً (عسكرياً).

 ناصروا صلاح قوش وجعلوه رجل المخابرات (الساحر) عندما كانت خيوط السلطة في يده.. وتخلوا عنه وهاجموه عندما ابعده البشير واتهموه بالخيانة والانقلاب على السلطة.

 هكذا هم يدورون حول (الكرسي) لا يعنيهم من يجلس عليه .. عندهم قدرات فائقة على (النفاق) لكل من يجلس في الكرسي.

(2)

 بعد انقلاب 25 اكتوبر عادت لهم (الجرأة) من جديد.. عادوا فجددوا بطاقات الانتماء لحزب المؤتمر الوطني المحلول.

 اصبحوا يتحدثون من جديد عن البشير بإعجاب حتى وهو في سجن كوبر يفاخر بانقلاب تبرأ منه اهله ومن خططوا له.. ليدافع عنه من جاء للسلطة (صحبة راكب).

 الفلول عادوا يجاهرون بما اخفوه بعد سقوط نظامهم… فعلوا ذلك ليس وفاءً لنظامهم البائد.. فعلوا ذلك لأنهم احسوا ان النظام البائد عاد من جديد عبر انقلاب 25 اكتوبر.

 يريدون ان يغتنموا الفرصة بدعم انقلاب 25 اكتوبر الذي لا نصير له.

 حاول نظام الانقاذ ان يعود (متنكراً) في حيلة لم يحسنها عن طريق انقلاب 25 اكتوبر. وضح ذلك في الصورة التى ظهر بها المخلوع في محاكمته الاخيرة وهو يتحدث عن انقلابه بفخر.

 حكومة انقلاب 25 اكتوبر .. كأنها ارادت ان تقول للبشير ونظامه البائد : (يا عزيزي كلنا كيزان).

(3)

 بغم

 الذي نحسبه لانقلاب البشير انه لم يأت لنا بالتوم هجو واردول وعسكوري الذين جاء بهم انقلاب 25 اكتوبر.

 انقلاب 30 يونيو كان اكثر احتراماً من انقلاب 25 اكتوبر.

 والاثنان في النهاية مصيرهما الى زوال.

 وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

صحيفة الانتباهة