رأي ومقالات

عمر كابو يكتب: القضاء علي استقلال القضاء

لم تستوقفني في حشد مايسمي بالمرحلة النهائية للعملية السياسية الذي أقامته المخابرات الأجنبية البارحة رغم أنف الشعب السوداني والتي خاطبها البرهان بعبارات فضفاضة تحتمل التأويل والتفسير إلا حضور قاضيين نعم قاضيين من قضاة الهيئة القضائية هما القاضي الشيخ حسن فضل الله والقاضي عبدالله عبدالرحمن قنب
ليفتحا فضاءً واسعاً لأسئلة جوهرية:
هل ذهبا بدعوة تمت لهما شخصياً؟ أم بتكليف من رئيس القضاء؟!
وفي الحالين هل يسمح لهما منصبهما كقاضيين حضور فعالية سياسية تمثل رؤية بعض التيارات المتصارعة في الساحة السياسية بينما هناك تيارات مناوئة لها؟!
ألا يعد حضورهما الخطير هذا انتهاكاً لمبدأ حيدة واستقلال القضاء واهداراً للعدالة؟!
في حال عدم تكليفهما من رئيس القضاء ما الاجراء الذي اتخذه في مواجهتهما أم أن الأمر لا يهمه كثيراً؟!
أسئلة جوهرية نوجهها لسعادة رئيس القضاء وننتظر الإجابة عليها في بيان صحفي أو خطوة عملية ترفض مسلكهما القبيح هذا وفي حالة عدم الرد فإن ذلك يعني موافقة رئيس القضاء علي تصرفهما السيئ الذي قاما به حينها لن يسلم من انتقادات كثيفة ستلاحقه وستطارده٠٠
بقي عليك عزيزي القارئ أن تعلم أن الأول كان مرشحاً عن حزبه اليساري لمنصب والي ولاية في آخر انتخابات أقامتها الإنقاذ المفتري عليها٠٠بينما الثاني هو من تولي جريمة رئاسة لجنة التمكين الفاسدة في الهيئة القضائية مرتكباً أكبر مجزرة في الفصل التعسفي حين قام بفصل أكثر من ٣٠٠ قاضي من أعظم وأشرف وأعلم وأنزه وأطهر من مارسوا مهنة القضاء٠٠
فصلهم تنفيذاً لأجندة حزبية وتنفيساً لأحقاد شخصية داعساً علي شرف الزمالة منتهكاً حرمة القانون مهدراً قيم وتقاليد الهيئة القضائية السودانية التي ظلت نموذجاً يحتذي في الوفاء لمبادئ العدالة والوجدان السليم استقلالاً وحيدة ونزاهة٠٠
موضوع لن نسكت عنه حتي يجدوا العقاب الرادع الذي يستحقونه بعد أن أفسدوا علينا قضاءنا العادل٠٠
حاضرة: يكفي فعالية البارحة عهراً سياسياً ظهور قاضيين فيها٠٠
ثانية: كيف يطمئن المواطن السوداني للمحاكم وهناك من القضاء من يظهر انتماءه الصارخ جالساً في مقاعد أمامية في فعالية سياسية معظم الشعب السوداني يعارضها ويقف ضدها٠٠
أخيرة: ليس هناك فساد أعظم من تسييس القضاء٠

عمر كابو