اليوم نرفع راية استهبالنا !!
وعرفت الآن تماما لماذا كان الانجليزي يضربوننا!!
لمصلحتنا لاشك!!..
اكتشفت ذلك حين بدأت اعادة قراءة افكار وتصريحات المستعمر الإنجليزي إبان مشاركتهم في إدارة السودان..
لأقرأها على نحو جديد منصف وعادل…
وكانت فرصة لوخز الإطلاع بالاسئلة..
(لماذا كانوا يستأخرون استقلالنا؟!) ..
كنت احسبها (عنقدة) منهم ساي، أوأطماع خفية..
لكنه كان تحليلا تبسيطيا مخلا يصطدم بحقائق أخرى متوفرة في أحداث تلك الأيام الخوالي المؤكدة علي زهد الانجليز في السودان وقلة اهتمامهم بالسودانيين..
كما لا يستقيم منطقا وعقلا أن تكون انجلترا طامعة فينا وتناي عنا كل ذلك التنائي..
حتى حُل الأمر ومنحني الرب بعض البصيص وبعض العمر لأرى بأم العين قابليتنا المطلقة والظاهرة للاستعمار..
عاد الخواجات من اجازتي الميلاد والكريسماس لتعود عجلة ردة الفعل في الساحة السياسية للدوران..
البلد دي ما فيها زول بيشتغل..
إلا يطلعوا ناسها برة أو يجوها ناس برة!!..
(حتي الطير يجيها جعان
من اطراف تقيها شبع)
اكثر المستفيدين من خيرات هذه البلاد هم الخارج ومن التصق بالخارج ومشي مع الخارج شبرا بشر وذراعا بذراع..
ولا فرق بين الذين يتجهون شمالا ولا أولئك الذين مشوا غربا..
(كلو عند العرب صابون)..
كله استعمار..
ملئت الساحة بالعمالة والارتزاق حتي لم يعد لدينا ما يعيننا علي رفع الرؤؤس والشعور بذلك العلم وهو (يخفقق)..
اظنه لا يخفق حتي..
إلا ذلك (الخفقان) الحزين وهو ينصت الينا وأجما ونحن نهذي ونهرف:
(يا حليل زمن الانجليز)..
تلك العبارة (اليائسة) التي تحكي أن العهود الوطنية (اليابسة) لم تكن وطنية..
لم تصنع خيرا لشعبها..
وإلا لافلحت في تقريبنا الي تلك السعادة..
والابتعاد عن ذلك الألم وليس العكس..
لم نكن الوطن..
معارضة وحكومة..
أنشغلنا بـ(عيون زروق) و(جكسا في خط 6) فضاع المهم والاهم..
تسربت من بين ايدينا كل الأماني العذبة وضاع اغلي ما اهدانا الإنجليز من مشروعات وصروح..
لتصبح القناعة المريرة لدى اغلب الناس ان الخواجات أحسن حالا واعز مالا ونفرا..
لتميل الكفة لصالح
(فخري العيونو مُكان)..
وتصمت (ام الجنا) من شدة وجدها خوفا وشفقة على وليدها الذي انهردت لهاته وكبده وهو يحاول الفلتان من عمايلهم في الحشا المحروق!!
(وحت ود البصير سوانا في كستبانة)
وقبل ان نسلم القياد والرسن الي (حسادنا الاجاويد) علينا ان نعرف بان الانخراط في ذلك الجدل العقيم لا يؤسس لدولة محترمة..
تُبني الدول وتنهض الشعوب والامم عبر الاحساس العميق بذواتها وهويتها..
ايمانها الراسخ بـ (ضراعها) وثقتها في (اولادها)..
ولان الاتساخ والعفن عميق فإن امر المداوة والرتق لا يتاتي من تلك المحاولات التسطيحية المبتسرة الخجولة..
نحن امة ملعوب في (شجرة العائلة) خاصتها منذ أزمان طويلة..
للمعالجة دروب ما بين النور والنار..
دروب لا تقبل استعمالها كـ(تاكتيك) مرحلي ينتهي بانتهاء مراسم دفن الخصوم!!
وإنما هي خيارات استراتيجية ومشوار طويل يحتاج لفيوض من المجاهدة والثبات والشجاعة، والبسالة والاصرار..
ولكن لا اري احدا..
(كلما زيفوا بطلاً
قلت قلبي علي وطني)!!
▪️وكأن بلادي تعيش أجواء ما قبل الاستقلال..
زمان انتصرت اصوات خافتة لكنها كانت واثقة و(ضكرانة)..
افلحت في جلب (الاستقلال التام) بعد تهديدها بـ(الموت الزؤام)..
واليوم أخاف علي إلا يعطونا حتي (حق الكلام) وان لبسنا (الزمام).
أشرف خليل
صحيفة الانتباهة