طه مدثر يكتب: أبو نواس والمُر والكتلة الديمقراطية!!
(1) ليس في نفوسنا آهات ظاهرة أو مكتومة تجاه طائفة أو فئة أو مكون أو جهة ما، لكنه الرأي والبحث عن الحقيقة، والحقيقة ضالة المؤمن اين ما وجدها فهو أولى بها وأن الكتابة المباشرة دون رتوش دون مواربة أو الكتابة الصادمة إلى حد أن(تجيب دم) أو تسوقك للمحكمة هي قدرنا واظن أنه لا تثريب علينا في ذلك.
(2) وتعريف علم السياسة كما قال المفكر عبدالرحمن الكواكبي (إدارة الشئون المشتركة بمقتضى الحكمة) ولكن يبدو أنه لا توجد مشتركات بين قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي وبين ما يسمونه الكتلة الديمقراطية ، فالاولى تدعو لإسقاط الانقلاب وتفكيكه عبر التوقيع على الاتفاق الاطاري بينما الكتلة لا ترغب في إسقاط الانقلاب وتفضل بقاء الأوضاع على ماهي عليه لأن مصلحتها تقتضي ذلك ، ووضعت الكتلة الحكمة على الرف برغم أن الحكمة تقتضي أن تتفق الأطراف المعنية بالأمر على حد أدنى لإسقاط الانقلاب واستعادة المسار المدني الديمقراطي ولكن الكتلة تتصرف بمقتضى المصالح الذاتية والهوى وتعظيم مكاسب الحركة أو الحزب أو الفئة وبعد ذلك يأتي السودان.
(3) واصحاب الكتلة من دواخلهم لا يرغبون في حكم مدنى ولا تفكيك دولة الحزب البائد لصالح دولة الوطن السودان ولا يريدون تحقيق العدالة والعدالة الانتقالية، ولكن إرادة المهمشين والمتضررين وما حدث لهم خلال العقود العجاف السابقة من حكم الكيزان والمتكوزنين تريد ذلك فإرادة المهمشين تدفعهم دفعا لتحقيق مطالبهم المشروعة.
(4) كما أن ذات اطراف الكتلة الديمقراطية قلوبهم معلقة بحب العسكر وحب اتفاقية جوبا للسلام، والتي نراها حلوة نضرة من الخارج ويابسة سامة من الداخل، ومن أوضح معالم يباسها وسميتها ما يسمونه المسارات التي تم اقحامها في الاتفاقية وأشد من ذلك تلك الفقرة المشؤومة والتي تعطي الاتفاقية الحق في أن تعلو على الدستور وهو أمر عجيب.
(5) وفي كل الدول الراقية والمتحضرة نرى الدستور يعلو على أي اتفاق أو اتفاقية والرجوع إلى الحق فضيلة يتجاهلها أصحاب الكتلة من الموقعين على إتفاق جوبا بل يتمادون اكثر من ذلك ويرون أن الاتفاقية خط احمر(وبالسودان ما أكثر الخطوط الحمراء حين تعدها!)وكل من يطالب بتقويم و تقيم اتفاقية جوبا يرونه أصحاب الاتفاقية أنه يستهدفهم وأنه يريد العودة للحرب وله أجندة خارجية يسعى لتنفيذها وغيرها من (الأطقم)الجاهزة التي يستعملونها في (الطالعة والنازلة).
(6) ولا يبدو في الأفق أي حل غير هذا الاتفاق الاطاري وقد جاء في أمثالنا الغير مقبولة.(الما بتلحقو جدعو) وهذا المثل يحتاج إلى إعادة تقويم وتقييم والافضل أن نقول وبعد أن نترك(المضرة)جانباً (الما بتلحقو ما تجدعو) وذات مرة سمعت جدي ابونواس يردد(كأس ورا كاس المُر شربتو)وسألته(الجابرك شنو على شراب المر ده؟) فقال(الأمرَ منه)!!واظنه يقصد التوقيع على الاتفاق الاطاري!!.وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم…..
صحيفة الجريدة