مقالات متنوعة

مروة علي تكتب: تساؤلات…!!


اختَبر كُل شئ إلا الألم، اختَبر كُل المسافات، إلا تلك التي يقطَعونها في يومٍ أو نِصف يوم، لتجْلِبو قطرات من الماء، ربما صالحٌ للشُرب.

أرسُب في السنةِ الأخيرة ثلاثْ مرات، ولكن لا تستيقظ في الثالثة صباحاً لتُخرج إمرأةٌ حُبلى من تحت الأنقاض، أو أن تستَيقظ على صُفارة إنذار، أن قد قوموا إلى موتكم يرحمكُم اللّه.

اختَبر كُل شئٍ إلا الموت جوعاً، وحين تتأكد أنه ستقتُلك رصاصة لغم، قذيفة صاروخية، طائرة، لا بل ستقتلك أحشاؤك التي تأكل بعضها بعضاً حتى الموت. ثم أمضِ إلى الشوارِع الضّيقة التي غَدت أضيق من شرايين هؤلاء الصِيبة الذين يلعبون غير آبهين بأصوات المدافع.

ترى كل يوم أطفالاً يلعبون، ويجري بعضهم خلف بعض، وبعضهم يجرِي خلفه خُردٌ من مخلفات الدمار، والمنازِل وسيارات تفحّمت، يتسلى بها كأنها عربتة الخاصة، هم يلعبون ويمرحون، أجل هذه لوحات فنية من الطراز الأول.

أطفال جوعى أمهات ثكالى، أجسادٌ بلا رُؤؤس، جثث تُركت للصقور. هنيئاً لهم فليعلقوا هذه اللوحات على جِدار قصورهم فتزيدها بهاءً وسوف يتحدثون عنها يوماً في عطلات نهاية الأسبوع كأغلى لوحات في العالم…

هل حملوا بين أيديهم جثة بلا رأس؟ وأطفالهم، هل أنجبتهم الحرب؟ هل هدهدتهم أصوات المدافع؟ هل أُجبِرو على النوم في القبو؟ هل شاركوا القطط طعامها؟ هل ناموا في البرد؟ هل ناموا يوماً بلا ليل؟ هل احتفلوا بعيد ميلادهم، وهم يشهدون يومياً الاحتفالات التي تملأ السماء شرارات حمراء، حين تقبّلون أطفالكم افتحوا قنوات الأخبار لتروا أطفالاً مشوهين بلا خدود وأباءً أكثر تشوهاً بلا شفاه!

وهل من إجابة؟

صحيفة الصيحة