مقالات متنوعة

العمالة والارتزاق


لا أحد ممن يتصدر المشهد السياسي يجرؤ ويتحدث عن العمالة والارتزاق خصوصا المدعو جبريل إبراهيم وزير المالية.

إذ أن العمالة والارتزاق لها أسباب مباشرة وأخرى غير مباشرة، فإن خرج وزير المالية من الأسباب المباشرة فقطعا فهو غارق إلى أذنيه في الأسباب الغير مباشرة.
أما إنكار فقط للعمالة والارتزاق دون ردود عملية وإيجابية، فهذه طريقة كيزانية أثبتت أنها من أكثر الطرق التي تعمل على ازدياد وانتشار العمالة والارتزاق.
الأسباب المباشرة للعمالة والارتزاق معروفة وهي:
* تسليم إرادة وسيادة البلد للأجنبي سواء الخليجي أو الغربي.
* اتخاذ هذا الأجنبي درعا يواجه به ابن البلد منافسيه في العملية السياسية.
* رفض أي تنازل لابن البلد مقابل الخنوع والانصياع التام للأجنبي.
* الحقد والحسد الذي يملأ قلب من يمارس العمل السياسي من بعض أبناء البلد لدرجة اتباع سياسة (علي وعلى أعدائي).
* الافتقار لامتلاك أي رؤية أو حل للخروج من أي أزمة من أزمات البلد سوى الجلوس مع هذا الأجنبي.
* عدم الاستعداد إطلاقا من الخروج من المشهد السياسي تحت أي ظرف من الظروف وبالتالي سيظهر هذا الأجنبي هو المحقق لهذه الغاية عند هؤلاء.
* وبالمقابل رغبة الأجنبي وسعيه الحثيث في التدخل في الشأن السياسي السوداني، فها هو فولكر رغم طول المدة التي قضاها في السودان منذ مجيئه لا يلوح مجرد تلويح بأنه يئس من مباردرته المزعومة وينوي الخروج من السودان.
هذه الأسباب المباشرة وغيرها للعمالة والارتزاق إذا خرج منها جبريل إبراهيم ومن لف لفه ممن يتصدرون العمل السياسي.
فلن يخرج من الأسباب الغير مباشرة وهي:
* الأسلوب الفج الذي يتبعه جبريل إبراهيم في التعامل مع أزمات وزارته من كذب وإحياء للعنصرية وإعلاء لقيم التمرد وهو قوله دون حياء بأنه لولا هذا التمرد لما وصل إلى ما وصل إليه، ففي ذلك دعوة مباشرة لإثبات قيم العمالة والارتزاق، فإن لم تكن منه، فسوف يمارسها غيره بسبب هذا الأسلوب الذي ليس له أي علاقة بمسؤول وزاري.
* تعامله مع قضية ابن أخيه، فبدلا من إخماد كل ما يظهر من استغلال للمنصب عمل على إشعالها وإلى تطبيق أسلوب المكابرة والعزة بالإثم، واعترف أمام الملأ بأنه سمح لابن أخيه بأن يتجاوز الرسوم الجمركية لا لشيء إلا لأن عمه وزير مالية، ففي ذلك دعوة مباشرة للجوء أبناء البلد للعمالة والارتزاق، فإن كان هذا وزير المالية يستغل منصبه من أجل اختراق قوانين البلد فالأجنبي أفضل منه.
* حديثه المستمر وافتخاره بحركته، وإثباته في كل موقف وفي كل حالة أنها صمام أمانه، فبدلا من يطوي هذه الصفحة وببدأ صفحة الوطن الواحد، فإن لم يكن يستطيع ذلك جهرا، فليمارس ولاءه الضيق لحركته سرا.
لا يردد في لحظة وأخرى ولاءه لهذه الحركة والاتزماته نحوها المادية والمواطن يتضور جوعا وهو وزير المالية.
هذا الولاء المرضي والخبيث لحركته فيه دعوة للعمالة والارتزاق، فمن ليس له حركة، فسوف يستعين بهذا الأجنبي يا سعادة الدكتور.
قد أثبت فعلا يا سعادة الدكتور وزير المالية بأنك كوز دون أن تصرح بذلك من خلال فهمك وتقييمك للعمالة والارتزاق.
فالكوز صحيح أنه دائما ما يردد على لسان رئيس حكومته عمر البشير أنه لن يضع يده في يد الأجنبي بالرغم من أنه في آخر أيامة سقط حتى هذا الإصرار، وتمنى أن يضعها على يد الروسي إلا أن الروسي كرشه.
هذا الكوز عمر البشبر الذي تبرأ منه الكيزان بعد الثورة وقالوا عنه أنه ليس هو من يمثل وجهتهم وحزبهم بل هم من قاموا بإشعال نار الثورة.
هذا التخبط وعدم الاتزان في المواقف نشاهده نفسه حينما يطلع علينا جبريل إبراهيم بأنه ليس من دعاة العمالة والارتزاق دون أي خطوة عملية يتخذها بل يقول ذلك وهو جالس على كرسيي وزاراته.
حسنا.
فمتى تترك وزارتك هذه التي تقع الآن تحت إمرة من تدعي بأنهم عمالة والارتزاق؟
أم كان من الطبيعي والمفترض أن ترفق قولك هذا بإعلان استقالتك لمن يتصدرون للعمالة والارتزاق على حد قولك؟
أم أنك تنتظر حتى يبتعدوا؛ لتقول أنك لست معهم مثل ما فعل الكيزان مع البشير وتبرؤوا من انقلابه؟
طينة واحدة يا كيزان تكونت بقصد أو دون قصد منكم في غفلة من زمان هذا الوطن الشامخ الأبي الذي عرف أبناؤه بالصدق وبالوفاء بالوعد وبالوضوح وبالشجاعة، فجئتم لتلغوا كل هذه القيم.
تبا لكم.

صحيفة الانتباهة