مقالات متنوعة

المختصر المفيد . م.نصر رضوان | الاغلبية الصامته لا تؤمن بالمبادرات والاتفاقات الاطارية والتفاوض فى الخارج .


ماعدا بعض الاشخاص الذين سرقوا الثورة بمساعدة من المخابرات الصهيونية فان كل افراد الشعب السودانى وكل العاملين فى الجيش و القوات النظامية الاخرى اقتنعوا الان بانه لابد من العودة الى تطبيق ما فعله حكومة سوار الدهب وان يتم عمل انتخابات فى اقرب فرصة حيث انه لافائدة ترجى من اى وساطات او مبادرات مفاوضات تقام فى الخارج ،وان الحل الوحيد هو ان يقوم الحيش مع اهل الحل والعقد بتعيين رئيس وزراء فقيه وكفء ومهنى وملم باستراتيجيات العالم وما يجرى فى اقليمنا الافروعربى ، على ان يكون مواطن مؤمن بانه سيقوم بخدمة شعبه فى فترة انتقالية قصيرة ثم يتوارى عن الانظار بلا من ولا اذى وذلك بعد ان يكون قد سلم الشعب لحكومة ديمقراطية ذات مؤسسات منتخبة.
حتى نتعلم من الماضى فسوف اذكر الشعب بالاخطاء التى حدثت بعد الثورة حتى يتم تجنبها .وسابدا فى توضيح تلك الاخطاء عن طريق طرح اسئلة كما يلى: لماذا لم يتولى تشكيل حكومة ما بعد الثورة شباب الثورة انفسهم ؟
لماذا تركوا المجال لمن وقعوا الوثيقة الدستورية مع العسكر؟
لماذ لم يشكل شباب الثورة المجلس التشريعى بعد الثورة مباشرة ،ولماذا لم يسرعوا بتكوين حزب شبابى جديد ينافس فى الانتخابات التى كان يجب ان تجرى بعد عام واحد من سقوط حكومة البشير ؟
من الذى فرض على الشباب فترة انتقالية طويلة( 4 سنوات) واعطى فيه الحكم فى الثلاث سنوات الاولى للعسكر ؟
اذكر اننى كتبت مقالات كثيرة بعد سقوط حكومة البشير كنت استغرب فيها حدوث كل ما تسائلت عنه اعلاه ،ولم يجيبنى احد نن الشباب .
لقد طلبت من شباب الثورة ان يدخلوا مبنى البرلمان فور سقوط البشير ويقوموا ياختيار رئيس وزراء من داخل البرلمان ليقود حكومة فترة انتقالية قصيرة ، ولا ادرى لماذا لم يفعلوا ذلك ؟
انا شاهد على ان قادة الجيش بعد الثورة قالوا نحن نريد فترة انتقالية قصيرة ( من 6 شهور الى سنة واحدة ثم تتم بعدها انتخابات وبعد الانتخابات ينسحب الجيش من ممارسة السياسة ، لكن من سرقوا الثورة اصروا على تطويل الفترة الاتتقالية بحجة كاذبة قالو فيها انهم لو اقاموا انتخابات بعد سنة من التغيير فلسوف يفوز بها ( الكيزان) وهذا طبعا كان خداع وكذب من مخابرات الصهاينة .
الان بعد ( انقلاب البرهان فى 25 اكتوبر2021) لابد من الاسراع بتكوين حكومة انتقالية من وكلاء الوزارات تقوم فورا بعون من الامم المتحدة والمنظمات الاقليميى من الاعداد لانتخابات تجرى بعد( سنة واحدة او سنتين) من تاريخ اليوم على ان تقوم هذه الحكومة فورا بتكوين مفوضية الانتخابات وان يترك الجيش والقوات النظامية الاخرى على ما هى عليه الان ولا يناقش اى شأن من شؤون الجيش الا فى برلمان تشريعى منتخب من الشعب بعد عام او عامين من الان.
ان كل من يطالب بان يتم تسليم قيادة الجيش بعد التوقيع الاتفاق الاطارى فهو مخطئ ويطالب بامر غير دستورى ، كما ان تحقيق العدالة الانتقالية لا يمكن ان يتم الا بعد انعقاد لجان البرلمان المتتخب ولجانه العدلية االقانونية ،وهكذا فان ما يتم التخطيط له فيما يسمى بالاتفاق الاطارى انما هو يعطل التطور الديمقراطى الذى كان يجب ان يبدأ بعد سقوط حكومة البشير مباشرة مع ملاحظة ان نفس الاشخاص الذين يترأسون منابر الاتفاق الاطارى الان هم انفسهم من سرقوا الثورة من الشباب وقادةهم الى الطريق الخاطئ الذى كان سببا فى تعطيل مسار المدنية والديمقراطية منذ علم 2019 حتى اليوم ولسوف يستمر ذلك التعطيل طالما ظل اولئك الاشخاص يعلنون انهم هم ( لوحدهم ) قوى الثورة الحية ويقومون بعزل من يشاؤون من الاكفاء المخلصين بفرية انهم فلول .
يجب على الشعب ان يقصى اولئك الاشخاص وان يتم تشكيل حكومة تنفيذية تشغل الشعب بالعمل والانتاج وتنهى الجدل والوساطات والمبادارات ،فيكفى ما ضاع من عمر الشعب منذ سقوط حكومة البشير .

صحيفة الانتباهة