مقالات متنوعة

بخاري بشير يكتب: هل هذه ترشيحات (رئيس وزراء)؟


تحدثت بالأمس تحت عنوان (ترشيحات رئيس الوزراء.. البؤس عينه!!) معدداً الأسباب التي قادت لفشل رئيس الوزراء السابق د. عبد الله حمدوك.. وحكيت عن فشل تلك الحكومة الذي شغل الدنيا والناس؛ وربطت بين ذاك الفشل والمحاولات المستميتة من (قوى التغيير/ المجلس المركزي)؛ لاعادة عقارب الساعة للوراء من خلال تسريبات (المرشحين) لموقع رئيس الوزراء في الحكومة القادمة؛ التي شيدها المجلس المركزي في (احلام رأسه) بعد توقيع الاتفاق الاطاري.
اليوم نكمل ما قطعناه من حديث حول بقية المرشحين الذين وردت أسماؤهم.. وهم بحسب ما قالت الأخبار (نصر الدين عبد البارئ، وزير العدل السابق في حكومة حمدوك، والقيادي في تجمع المهنيين السودانيين طه عثمان إسحق، وإبراهيم البدوي وزير المالية في حكومة حمدوك).. ولنبدأ بالسيد نصر الدين عبد البارئ؛ الذي ما ذكر اسمه الى وذكرت دراسته بأمريكا وعلاقته بها؛ وأنه ما تم تعيينه في موقع (وزير العدل) ابان حقبة حمدوك الا بسبب هذه الرافعة.. (الرافعة الأمريكية).. باعتبار أنه خريج أعرق الجامعات الأمريكية في دراساته العليا في القانون؛ ولربما اعتقاد الادارة الأمريكية ذاتها بأنه (رجلها) في السودان.. المهم ما علينا..
لنعد لأدائه في حقل العدل.. خلال شهور قليلة تمكن السيد عبد البارئ من اضفاء تعديلات طالت عدداً من القوانين لتتماشى مع التوجه الجديد.. وكان من اكبر دعاة الحريات (الفوضوية غير المقيدة)؛ وليست الحريات الأساسية المعروفة في لوائح حقوق الانسان.. وفي عهده أوشك السودان على الانخراط في أقبح المعاهدات الدولية الخاصة بحقوق المرأة؛ وهي (اتفاقية سيداو).. وما قد تجره على البلاد وشعبها وقيمها.. بكل هذه السيرة والمسيرة (الحافلة) يريدون أن يعيدوا عبد البارئ ليس لاكمال ما بدأه في وزارة العدل وحدها.. ولكن (رئيساً للوزراء).
أما الاسم الثاني في الترشيحات؛ فهو السيد طه عثمان إسحق القيادي المعروف في تجمع المهنيين السودانيين؛ وللحق لم نشهد أو نرصد له تجربة في العمل التنفيذي يثبت من خلالها جدارته وقدرته على ادارة الشأن السوداني.. وغياب هذه التجربة كفيل بابعاد اسمه من قائمة المرشحين.. وللحق لم نجد في سجل سيرته ما يدفع للمناداة باسمه لهذا الموقع المهم.
واخيراً برز اسم د. ابراهيم البدوي الخبير الاقتصادي ووزير المالية في عهد حكومة حمدوك.. كواحد من المرشحين لموقع رئيس الوزراء.. وأعيد ما قلته في عنوان المقال السابق إن ترشيحات رئيس الوزراء هي (البؤس عينه).. اذ كيف تأتي باسم السيد البدوي؛ وكانت فترته في ادارة المالية هي (الأسوأ).. بين كل الفترات.. بل إن البدوي هو عراب تطبيق روشتة البنك الدولي (وقع الحافر على الحافر).. وللأسف فإن كثيراً من خبراء الاقتصاد قالوا وقتها ان السودان رضخ لتعليمات البنك الدولي .. ولكن (بدون أي مقابل).
وفي عهد البدوي لم تف الدول التي ادعت انها (صديقة) للسودان؛ ولا بـ(10%) من وعودها للخرطوم.. وفي عهده كذلك تضاعفت (الديون).. وضاعت مخرجات (مؤتمر باريس) سدى بين شروط اعفاء الديون.. واستحقاق السودان للفائدة من نظام (الهيبك).. المهم ان السودان في عهد الوزير البدوي وزيراً للمالية قبض (حصاد الهشيم).. وجاءت المحصلة الاقتصادية صفراً كبيراً.
فلماذا اذاً يتم اختيار البدوي كواحد من المرشحين لهذا الموقع الحساس وهو موقع رئيس الوزراء؟. وكيف بمن فشل في ادارة مقعد المالية أن يتبوأ هذا الكرسي؟ ولكنها (محن) قوى الحرية والتغيير التي تريد أن تعيد السودان للوراء سنوات ضوئية.. ان التجربة التي قدمها السيد البدوي في ادارة وزارة المالية لا تؤهله لادارة جمعية استهلاكية محدودة.. فلماذا أتوا به مرشحاً لرئاسة الوزارة.؟ رغم ان رحم السودان لا زالت ولوداً وبه آلاف الخبراء والكفاءات الذين يصلحون لهذا الموقع.. ولكن من يشير اليهم؟ فقد أعمت القوم (الحمية السياسية) وحجبت عنهم الرؤية.

صحيفة الانتباهة