مقالات متنوعة

محمد أحمد الكباشي يكتب: ولايات تتفوق على المعرض


لا شيء يتسيد المشهد في بلادنا طوال الأعوام الثلاثة الماضية غير التجاذبات والاختلاف، ونتيجة لذلك تدهورت الأوضاع الأمنية والصراعات القبلية وانتشرت المخدرات وتسيدت أخبارها الصحف في مقابل أخبار إيجابية تصب في مصلحة الوطن والمواطن عدا القليل، ولذلك جاءت تظاهرة معرض الخرطوم الدولي في ظل واقع مأزوم، وربما لا تكون على قدر الحدث من حيث المشاركة والتفاعل على مستوى الشركات والدول للأسباب التي أشرت إليها، ولكن جانباً إيجابياً يصب في دائرة الأخبار المفرحة.
وعلى الرغم من الجوانب السلبية التي صاحبت فعالية معرض الخرطوم الدولي، إلا أن مشاركة الولايات جاءت بصورة فاعلة وأضفت على هذه الدورة حراكاً واضحاً من خلال المشاركة النوعية لكل ولاية.
وظل جناح نهر النيل يشهد إقبالاً واسع النطاق نسبة لمحتوى الأجنحة المشاركة، وتسعى ولاية نهر النيل للمحافظة على لقب الصدارة لاحتلالها للمرتبة الأولى بين ولايات السودان في العام الماضي، ونجحت في عكس الميزات النسبية والفرص الاستثمارية، إضافةً للإرث التاريخي والمكنون الثقافي والإبداعي لنهر النيل على كافة الأصعدة، ويأتي ذلك كله لنجاح وزارة المالية وإداراتها المختلفة في تقديم موازنة تفوقت على كل الولايات.
وفي المقابل استطاعت ولاية القضارف من خلال مشاركتها جذب رواد المعرض بكافة مستوياتهم الرسمية والشعبية، وحتى رجال الأعمال والمستثمرين في النشاط الزراعي والثروة الحيوانية والنشاط الثقافي وإبراز ثروات ظاهر الأرض وباطنها والصناعات التي تمثلها الشركات الاستثمارية، بالإضافة إلى عرض الإمكانات السياحية بالولاية التي تمتاز ببيئة استثمارية جاذبة ومصدر مناسب للعديد من المواد الخام لكثير من الصناعات في المجالات الغذائية والمعدنية، وغيرها من الموارد والمواد الخام غير المستغلة.
ومشاركة الولاية هذا العام تأتي مختلفة ومتميزة على غير العادة للتحضير المبكر الذي أجرته المفوضية، حيث برز معرض ولاية القضارف بجناح الولايات كأنموذج استطاع أن يقدم نفسه في أبهى الصور من خلال تعدد الأنشطة والبرامج والمجالات الاستثمارية أو على نطاق الأنشطة والفعاليات المصاحبة من خلال عرض إرث وثقافة الولاية بالمسرح الفرعي للمعرض، وسط تناغم وانسجام تام بين العاملين بالمفوضية العامة للاستثمار والإدارات الفنية والمتخصصة المشاركة في المعرض كل حسب تخصصه، مما شكل حضوراً لافتاً بين المعارض الأخرى للولايات داخل الصالة المخصصة للعرض، وهذا ما لمسناه من خلال الإقبال الكبير من زوار المعرض لجناح الولاية الذي استقبله العاملون المشاركون من خلال الشرح المستفيض لمكونات الولاية الاستثمارية والميزات النسبية والتنافسية التي تزخر بها مكونات الولاية في مجالات وأنشطة متعددة وعبر قانون تشجيع الاستثمار وميزات نسبية وتسهيلات تمنحها المفوضية للمستثمر بالولاية.
كما أن مجالات العرض السياحي كانت حاضرة، وهي الأخرى شكلت عنصر جذب آخر, وهذا ما اتضح من خلال حديث جواهر داؤود مدير الإدارة العامة للسياحة بالولاية، وقالت إن إدارتها عملت على عكس الاستثمار السياحي بالولاية من خلال عدد من المقومات التي تزخر بها الولاية في مجال المنتجعات السياحية في عدد من البيئات المختلفة المناخ في كافة الفصول، وعددت الإمكانات التي تتوفر بها البيئات المناسبة التي تصلح لأن تكون جاذبة للسياح بالقضارف.
والتنوع الذي شمله الوفد المشارك بفعاليات المعرض أخرج جناح الولاية بشكل ملفت للأنظار من خلال انسجام المكونات وسهولة الطرح للمقبلين على جناح الولاية وحفاوة الاستقبال والترحيب.

صحيفة الانتباهة