مقالات متنوعة

ياسر زين العابدين المحامي يكتب : غَافِلُون!


كانت المطالب مُلِحّة، عادلة لا تحتمل
التسويف…
أدناها وفرة النقود والوقود وأقصاها
عدم ترشح الطاغية…
الإنقاذ عَامِهَة بغيِّها ظناً بالخلود…
قالوا سنسلمها للمسيح هازئين…
المطالب تسارع إيقاعها ثم ازدادت وتيرتها…
الاقتلاع لا مساومة هذا هو السقف…
الإنقاذ مغمضة العينين، أغلقت أذنيها
ركبت رأس…
لأنها فرعونية الهوى، تلزمنا رؤية ما
ترى…
تحسب أنها تهدينا سُبُل الرشاد..
مع الحشود المصنوعة، الطاغية رقص بركبتيه الواهيتين…
والمطالب ذات نفسها لم تتغيّر…
قطع شأفة الإنقاذ فرض عين…
لم تتوقّع ذهابها بأسوأ الاحتمالات…
وغربت شمسها، ذهبت لمزبلة التاريخ…
مَن لا يعتبر سيشرب ذات الكأس…
اليوم الشركاء منقسمون يُزايدون
على بعضهم البعض…
ثمة ما يُحاك بالأقبية هناك…
تحت الحشائش ما يندي له الجبين…
سكون، صراخ، تلاوم، تلاسن، كيد…
المعاش أسوأ من زمن الإنقاذ…
الأمن منفرطٌ يمضي لحتف أنفه…
فوضى، اختلط حابلها بنابلها والقوم نيامٌ…
اصطفافٌ، تخذيلٌ، مُساوماتٌ، وما خُفي
كان أعظم…
مواقف رمادية، تتغيّر بين طرفة عين
وانتباهتها…
أحداث تتشكّل، مخاضٌ يتعسّر الفينة
والأخرى…
يتظاهرون بأنهم بمنأى عن حظوظ
النفس لكنهم يُنافقون…
تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى…
كرات اللهب تمضي لغاياتها بسرعة…
نحو حريق لا يبقي ولا يذر…
الحدث يرسم خارطة جديدة وواقعاً
جديداً…
تطور أحداث تتغيّر معه المُعطيات…
الكل لاهٍـ يُدير مُؤامراته ضد الآخر…
ببيان مكامن الضعف، القُدرة، التأثير…
بالحشد وتشكيل الرأي العام…
بإظهار العضلات وصناعة الظروف…
والشارع منقسمٌ بشكل فظيع…
ما يشي بالكثير المُثير الخطر…
العوامل التي أدّت لسقوط الإنقاذ
متوافرة…
كل الظروف، وزيادة تتفاعل بسرعة…
الشركاء مُتشاكسون، غافلون…
والشجر يتحرّك وهُم سادرون…
النتيجة فوضى، ومرحلة اللا وطن…
بهذه المُعطيات الصوملة راجحةٌ…
هل يعي هؤلاء أم المكتولة ما بتسمع
الصايحة…؟!!

صحيفة الصيحة