صباح محمد الحسن تكتب: ٩٥% حته واحدة!!
شكّلَ إعلان القيادي بالكتلة الديموقراطية، د سليمان صندل، في تصريحات عقب الاجتماع، مع قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو ، نسبة 95% تم الاتفاق حولها مع الأطراف الموقعة على الاتفاق الإطاري، شكل صدمة كبيرة لأعضاء الكتلة الديمقراطية ، وللذين يعلقون عليها آمالهم العريضة ، و اؤلئك الذين يقفون خلفها من الذين يعانون يُتماً سياسياً.
وأكد صندل، أن الاتفاق يجنب البلاد الدخول في معترك الفوضى والاحتراب و التشظي وأوضح أن دقلو طالب بضرورة إعلاء شأن الوطن والترفع عن الصغائر والأغراض الحزبية الضيقة، والنظر إلى ثورة الشعب السوداني .
ويبدو ان صندل لم يكن واضحا في تصريحه عندما نسب الإتفاق الى الكتلة الديمقراطية والأطراف الموقعة ولم يقل انه بين حركتي مناوي وحبريل والقوى الموقعة الامر الذي دعا الكتلة تنفي.
وبهذا التصريح تنهي هذه الحركات اكبر عملية ( سمسرة سياسية) ، وتؤكد ملياً انها لم تكن لديها قضية سياسية حقيقية ، وكما توقعنا من قبل ان جبريل ومناوي اقترابهم للتوقيع على الإطاري اقرب من بعدهم عنه ، لكنهم يعبثون ، والغريب ان الحرية والتغيير قالت ذات الكلام الذي قاله دقلو انها اقدمت على خطوة الإطاري لتجنب البلاد التشظي والإحتراب ، لكن لا ادري كيف ( ترجمها ) لهم حميدتي حتى تأتي النتائج مذهلة هكذا تصل نسبتها ٩٥ % ( حته واحدة ) فالرجل اصبح بارعا في اسلوب الإقناع ولغته باتت جاذبة للقلوب المتنافرة سياسياً !!
وماهذه الـ (٩٥ %) التي حُسمت بهذه السرعة ، وجبريل يرى ان الاتفاق الإطاري يعمل على تسييس القضاء والنيابة وتكوين شرطة حزبية تحت مسمى الأمن الداخلي” الغرض منه تأسيس مليشيات حزبية لقمع المعارضين، ست ساعات فقط ، جعلت الحركات تؤمن بتسيس القضاء والنيابة ، وتقبل تكوين شرطة حزبية ، وارتضت تأسيس مليشيات حزبية ، وذاب كل اعتراض ( في حضرة دقلو ) !!
وصندل يقول تم الاتفاق لأن الشعب بذل الغالي والنفيس في سبيل الحرية والسلام والعدالة، اليس هو ذات الشعب الذي دعاه صندل للخروج الي الثورة ، لمناهضة وهزيمة الإطاري.
لكن اكثر ما يقلقني الآن حقاً ، انه كيف يتم التوقيع على الإطاري من قبل هذه الحركات بحالته الراهنة دون حذف او تعديل ، على ( جثة مناوي ) !!
ويبقى لحاق الحركات بركب الإتفاق الإطاري هو تشييع مبكر للورشة المصرية التي ستموت في رحم المبادرة المصرية ، قبل سماع صرخة ميلادها ، وهي صدمة داوية لعناصر النظام البائد التي كانت تعول كثيرا على ميلادها .
كما ان الخطوة ( كتلت ) الكتلة الديمقراطية التي صرح رئيسها جعفر الميرغني بعد تصريحات صندل مستسلماً ، ان الحل في الحوار السوداني سوداني وان الذين سيختارهم الشعب لا يقلون وطنيه عن غيرهم ، فخذلان الحركات تسبب في عملية انتحار سياسي للكتلة ولحزب الميرغني الأب ، ونسف تاريخه بعد فشل ذريع في عملية اختراق المشهد السياسي .
طيف أخير:
رحلتان منفصلتان لوجهة واحدة ، الهوة تتسع بين الجنرالين!!
صحيفة الجريدة