مقالات متنوعة

أحمد يوسف التاي يكتب: جرائم النظاميين من الكبائر

النظاميون بشر يعتريهم ما يعتري الآخرين،ويغريهم ما يغري سواهم ،ويستهويهم ما يستهوي غيرهم، لكن هل نظرة المجتمع لهم وهم يقترفون ذنباً كنظرته إلى من سواهم وهم يرتكبون ذات الخطيئة؟ معتاد الإجرام الذي ينهب بنكا أو يغتصب طفلة ، أويسرق زميله أو يقتله ،هل يستوي هو في جُرم الذي استأمناه أرواحنا ، وأموالنا ، وأطفالنا وأعراضنا إن اقترفت يداه ذات الجرم ، كلا والله إن الفرق هنا لجد كبير والبون لكم هو شاسع بين الخطيئتين،فحينما يسرقك من تستودعه أموالك وأنت له مطمئن الفاجعة حتما ستكون أكبر ، وحينما يخون عرضك من تستأمنه عليه وأنت له مطمئن قطعا فإن صدمتك ما لها من فواق،وحينما تصحو مزعورا وموتورا على خنجر مسموم تجده مغروسا بخاصرتك وتدرك أن قاتلك هو حارسك (الأمين) لا شك أن الأمان يسبقك إلى النعش قبل أن تصعد روحك إلى بارئها …
(2)
لعل كل من يتابع الأحداث على الأصعدة الأمنية والإجتماعية خاصة مايجري في سوح المحاكم ، تستوقفه ظاهرة لم تكن موجودة من قبل بهذه الكثافة والخطورة،بالله عليكم كم مرة سمعتم وشاهدتم وقرأتم عن تورط نظاميين إما في نهب بنك أو سرقة،أو أية جريمة من الجرائم البشعة التي يندي لها الجبين وترتعد من هولها الفرائص،وتنفطر لها القلوب… جرائم النظاميين التي باتت ملفتة للنظر، ليست ككل الجرائم لأن مصدرها الشخص المسؤول عن بث الطمانينة والأمن وحفظ النظام والقانون ، هذه هي الخطورة ومصدر الشر كله.
(3)
نقول ذلك والله بكل هذه المرارة ليس من أجل الكتابة وتشويه سمعة مؤسسات نحترمها ونقدر مجهوداتها في حماية المجتمع وأمواله وأعراضه ، ولكن من أجل أن نلفت القائمين على أمرها بكل إحترام وتقدير أن يبحثوا عن أسباب الظاهرة التي تحولت إلى كابوس مرعب والعمل على الحد منها ولا أقول استئصالها حتى لا تكون هذه المؤسسات المحترمة حاضنة لمجرمين يرون فيها القلاع الحصينة للإحتماء بها حينما يفعلون ما تأمرهم به النفس الأمارة بالسوء أو تكون ملاذا ووكرا لكواسر وذئاب لا تعرف الرحمة ولا الإنسانية ، فقط نريد منكم أن تحموا هذه المؤسسات أولا لتكون قادرة على حماية المجتمع .. اللهم هذا قسمي فيما أملك .
× نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

صحيفة الانتباهة