مقالات متنوعة

الأحزاب السياسية وعمق الأزمة

محجوب مدني محجوب

مع تأزم المشهد السياسي ومع انسداد الأفق أمام هذه الأحزاب السودانية إزاء حل ولو حلا شكليا يظهرون به.

فكلما تزداد الأزمة السياسية كلما يظهر وينكشف فقر وكساحة وشلل هذه الأحزاب.
فها هو حزب الأمة القومي يظهر لنا من الصباح برموزه من خلال تصريحاتهم ومواقفهم.
إخفاء هذه التصريحات والمواقف وعدم البوح بها أفضل مليون مرة.
فمرة نجد السيد الصديق الصادق المهدي واقفا ممشوق القامة مع من؟
مع عبد العزيز الحلو ضاربا بتاريخ ومبادئ حزب الأمة القومي وبهيئة شؤون الأنصار عرض الحائط.
فإن كان هذا الحزب حزبا وليدا للتمسنا له العذر، وإن كان حزبا يساريا لاعتبرناه عاد إلى قواعده وإلى أشباهه.
ماذا ترك حزب الأمة القومي للأحزاب الوليدة؟
ماذا ترك حزب الأمة القومي للأحزاب اليسارية شيئا تتبناه لم يتبناه هو.
بل لا ينبغي أن نتعجب من مواقف حزب الأمة القومي اليوم إذ أن هذه المواقف تبين لماذا كثير من اليساريين يتدثرون تحت عباءته ويقولون عن أنفسهم أنهم ينتمون لحزب الأمة القومي.
فإن كان هؤلاء اليساريون لا يجدون في توجههم اختلافا عن توجه حزب الأمة القومي، فلماذا لا ينتسبون إليه؟
فالإشكال ليس في الأسماء خصوصا إن كانت أسماء اليساريين بمختلف مشاربها مرفوضة من المجتمع؛ لذلك ليس غريبا إطلاقا أن نجد اليساريين يدخلون في حزب الأمة القومي أفواجا.
وزاد الطين بلة أن خرج إلينا أمس الصديق الصادق المهدي من خلال مذكرة قدمت له من قبل خمسين عضوا من أعضاء حزبه تدين الخرقات واللامؤسسية التي يتبعها زعماء الحزب، فرد سيادته أن هذه المذكرة ليست نزيهة.
هذه المذكرة حسب زعمه مخترقة لحزبه وراؤها فلول ووراؤها المؤتمر الوطني.
هكذا ببساطة رد الصديق الصادق المهدي على المذكرة التي رفعها أعضاء حزبه.
بالله عليكم أي سفاهة وأي استغفال لعقول الناس يتبعه قادة هذه الأحزاب!
أما وجدت يا الصديق الصادق المهدي ردا ترد به على أعضاء حزبك غير هذا الرد؟
لكن حقيقة الخلل ليس في تصريحاتك وموقفك يا سيادة الزعيم.
الخلل في حزب لم يخرج من بيت آل المهدي قيد أنملة منذ تأسيسه.
الخلل بسبب هذا التقوقع في بيت آل المهدي.
الخلل في الادعاء بأن هذا الحزب حامي الديمقراطية وحليفها.
لكم يوم يا أحزاب السودان، فلكل بداية نهاية، ويبدو أن نهايتكم قربت بل لم يعد منها سوى إعلانها لحزب لم يعد يحمل عنصرا واحدا من عناصر بقائه.
فها هي الثورة وتداعياتها وتحدياتها كما صهرت وأحرقت المؤتمر الوطني، فكذلك ستستمر نارها الزكية.
ستستمر لا لتحرق أهدافها ومضامينها، فهي على أفكارها ومضامينها ستكون وستظل بإذن المولى هذه النار بردا وسلاما.
ستحرق هذه النار كل من لا يسمن، ولا يغني من جوع.
ستحرق هذه النار كل من لا قيمة له

صحيفة الانتباهة .