مقالات متنوعة

بخاري بشير: الإطاري .. الطريق المسدود!

كثرت تصريحات (مجموعة المركزي) التي تنتقد الرافضين للاطاري.. واتفقت معظم التصريحات أن جهات ما (تدخلت) واقنعت جبريل ومناوي بعدم القبول بالاتفاق.. وتصريحات اخرى من شاكلة (الفلول؛ والنظام البائد) هم وراء هذه التدخلات أو ذاك (الاقناع) لجبريل ومناوي بعدم التوقيع.. وأخرى تقول إن اي رفض للاطاري هو محاولة يائسة لعودة الفلول أو (قوى الثورة المضادة).
كلما كثرت مثل هذه التصريحات؛ تزايد تفاؤلنا بأن (مجموعة الاطاري) قد دخلها الخوف وفزعت من (نفور) معظم الكيانات السياسية عن هذا الاتفاق (المشكوك) حوله؛ بأنه صنيعة (خواجات).. ومن الأفضل للاحزاب رفضه.. لا أعرف سبباً وجيهاً للمتحلقين حول الاطاري وبماذا سيعود على أهل السودان.. وهل السودان حصد خيراً ولو (يسيراً) من الخواجة الذي ابتلينا في نخبنا بـ(عقدته).. كل تاريخنا الحديث منذ ما قبل الاستقلال وحتى عهد حمدوك.. لم نجن (فائدة) واحدة قدمها (الخواجة) للسودان.
كثيرة هي التدخلات الأجنبية في شأننا السياسي لدرجة أننا أصبحنا نفرح عندما نجد أن مسؤولاً سودانياً؛ رفض دعوة للخواجات؛ او انتقدهم علناً؛ بسبب ما يفعلونه بهذه البلاد ..(طولنا ياخي من البركاوي).. أرجعوا للتصريحات المنسوبة لوزير المالية وقائد حركة العدل والمساواة جبريل ابراهيم وهو يرفض صراحة دعوة فولكر.. لقد أثلج ذلك الرفض صدور الكثيرين .. وأعاد للأذهان المجد السوداني المسلوب؛ والارادة السودانية الغائبة بين حكام اليوم؛ الذي يتسابقون لارضاء (الخواجة ذاك) ؛ او السفارة تلك.
في ظني ان الاطاري يجد كل هذا الرفض من مجموعات معتبرة ومقدرة؛ قد بدأ اولى خطواته نحو النهاية.. ليست النهاية التي يرجوها الموقعون ووصول الاتفاق لمرحلة (تشكيل الحكومة- واختيار رئيس الوزراء).. ولكن نهايته بحتفه التي نراها بائنة.. وكل هذه الجموع ترفض القبول به باعتباره تم دون مراعاة مشيئة أهل السودان ودون اختيارهم.. مجموعة الاطاري هي مجموعة صغيرة دعاها المبعوث فولكر وصاغ لها خبراء دوليون (نكرات) مسودة المحامين؛ وزينوا لهم أنهم بهذه الاتفاقية سيحكمون السودان وسيعودون أكثر قوة الى السلطة.. من غير اعتبار لبقية المكونات السياسية التي يتشكل منها السودان.
رفض الشيوعيون الاطاري؛ وكذا فعلت لجان المقاومة والثوار.. ورفضته أحزاب البعث؛ و(الكتلة الديمقراطية).. وواجهته قوى (نداء أهل السودان).. لا اعتقد ان كل هذه القوى على باطل؛ والذين وقعوا على الاتفاق هم وحدهم على حق .. ومن المعلوم في السياسة أن الاتفاقات فيها الاتفاق النسبي وفيها الاختلاف بمقدار.. ولا يعني أن طرفاً على (خطأ).. وآخر على صواب.. لا نشك لحظة أن ادارة الخلاف بالطريقة الديمقراطية الصحيحة هو المخرج لأهل السودان.
ولن يقبل هذا الشعب بأي (جهة كانت) ان تحكمه بوضع اليد.. لأن هذه الثورة عندما قامت لم تفوض أي أحد.. واي طلب للسلطة لا بد ان يمر عبر تفويض الشعب.. وفي ظني أنه بعد قرابة الأربعة أعوام من عمر الثورة ليس امام الجميع من وسيلة غير الانتخابات؛ والتي بلا شك اذا وقف الى جانبها المجتمع الدولي لكانت اليوم قد استوفت كل شروطها.. ولكن كيف؟ والمجتمع الدولي يريد ان يدخل أنفه في الشأن السوداني؛ ولن يتم له ذلك في حال سلك طريق الانتخابات.. عرفتم لماذا يرفضون الانتخابات؟

صحيفة الانتباهة