الغالي شقيفات يكتب : ورشة تقييم اتّفاق جوبا
انعقدت أمس بالخرطوم، ورشة تقييم اتفاق جوبا الذي دعت له الآلية الثلاثية بغياب حركتي جبريل ومناوى ومشاركة حجر وعقار والهادي إدريس وخميس أبكر وحافظ إبراهيم. يُشارك في المؤتمر ما يفوق الــ450 مشاركاً ومشاركة، أكثر من 350 منهم من خارج العاصمة وصلوا من ولايات السودان المُختلفة، خاصةً تلك المتأثرة بالنزاعات المُسلّحة. يمثل المُشاركون والمُشاركات طيفاً واسعاً من المجتمع، ٦٠٪ منهم خارج القوى الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري، يمثلون فئات عديدة مثل النازحين والمجتمع المدني والشباب والنساء والإدارات الأهلية والمجموعات الدينية والقوى السياسية والمُختصين في القضايا ذات الصلة، مع التشديد على أن لا تقل نسبة النساء عن ٤٠٪ من إجمالي المشاركين في المؤتمر، غير أنّ إعلام المؤتمر عاجزٌ عن التغطية الكافية رغم أهمية الورشة.
واُفتتحت جلسات المؤتمر أمس بكلمات من الآلية الثلاثية وضامني وشُهود اتفاق جوبا لسلام السودان والقِوى المُوقِّعة على الاتفاق الإطاري واتفاق جوبا، ومن ثم انطلاق الجلسات العامة التي كانت أولى أوراقها عن التعريف بمَضامين وملامح اتفاق جوبا لسلام السودان وتحديات التنفيذ الرئيسية، قدمها د. الهادي إدريس رئيس الجبهة الثورية السودانية.
وحسب ما ورد، فإنّ الجلسات العامة تتناول أسباب النزاعات والحروب في السودان ومكاسب النوع الاجتماعي في اتفاق جوبا لسلام السودان: تحديات التنفيذ والطريق إلى الأمام، والوضع الإنساني وأوضاع النازحين في مناطق الحروب والنزاعات. وفي ثالث أيام المؤتمر، تُناقش دور الإدارة الأهلية في تعزيز السلم المُجتمعي ومحاربة خطاب الكراهية ونظام الحكم ومُستوياته وفقاً لاتفاق جوبا لسلام السودان. وتُختتم الجلسات العامة بنقاش دور المُجتمع الإقليمي والدولي في دعم تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان، ليتوزّع بعدها حُضُور المؤتمر لمجموعات عمل تُناقش تنفيذ الاتفاق فيما يلي التشريعات والسياسات والآليات والأولويات والعقبات غير المُرتبطة والمؤثرة عليه واستكمال السلام في جميع أرجاء السودان، ليُختتم المؤتمر يوم الجمعة ٣ فبراير ٢٠٢٣م بعد الفراغ من صياغة التوصيات النهائية، فهذه كلها قضايا مهمة، ولكن كان يجب أن يشارك الأكاديميون الذين لهم رأيٌ واضحٌ في اتفاق السلام، خَاصّةً وأنّ الاتفاق تم توقيعه باسم أهل دارفور واستأثرت به فئة مُعيّنة دون غيرها من أهل دارفور، كما أننا نلاحظ غياباً واضحاً للرعاة والمزارعين والقيادات التي كانت تُعتبر جُزءاً من المشكلة في دارفور، وبالتالي مشاركتها ستكون جُزءاً من الحل.
والواضح أنّ الذين ينظمون مثل هذه الورش مغيبون تماماً عن واقع دارفور، وعلمت أن ورشة الخبراء التي أُقيمت في دولة أفريقية، شارك فيها العديد من حَمَلَة درجة الدكتوراه والمُختصين في الشأن السوداني، وقدموا إحصائية دقيقة لحجم موقعي السلام وأثرهم على واقع دارفور وكم نسبتهم من جملة محليات دارفور.
عُمُوماً.. التفاعل والتفاؤل ضعيفٌ تجاه اتفاق السلام وكأنه حدثٌ لا يهم أهل الإقليم، كما أن غياب مناوي وجبريل في ظل مُشاركة النازحين واللاجئين وأهل المصلحة، أكد أنهما ليس لهما تأثير عليهم وعرفوا حجمهما الحقيقي. القوى السياسية والدولة من حقهما مراجعة الاتفاق ومصلحة الوطن والشعب فوق الوظائف والمكاسب الشخصية.
صحيفة الصيحة