مقالات متنوعة

بخاري بشير يكتب: إلى فولكر.. كلمة الحق لن تروج للباطل!


حملت صحف الأمس خبراً جاء على لسان الآلية الثلاثية التي يرأسها المستر فولكر؛ يقول الخبر (ان مؤتمرات قضايا المرحلة النهائية للعملية السياسية تتطلب مشاركة واسعة من غير الموقعين على الاتفاق الاطاري).. وجاء هذا الكلام في مقال مشترك لقادة الثلاثية وهم (فولكر-وبلعيش- ووايس).. قالوا فيه “ان العملية السياسية دخلت مراحلها الحاسمة”.. ويقول الثلاثي: “لا يمكن قصر قضايا مثل بناء جيش سوداني مهني واحد أو العدالة أو التخطيط لتنفيذ اتفاق السلام؛ فقط على الموقعين على الاتفاق الاطاري؛ بل تتطلب مشاركة واسعة من المواطنين المتضررين ومن المجتمع المدني والنساء والأكاديميين والفاعلين السياسيين الآخرين”.. انتهى كلام الثلاثية.
لاحظ الى أي مدى أصبح تدخل السفراء والسفارات في الشأن السوداني؟. (قال ليك) :”إن العملية السياسية في السودان دخلت مراحلها الحاسمة”؛ طبعاً يحدث ذلك في ظل الانقسام الحاد في المجتمع السوداني السياسي الذي أحدثه الاتفاق الاطاري.. هم ينظرون للاتفاق وكان السودانيين قد (أجمعوا عليه).. وهم يعلمون أن الاطاري؛ فرق بين السودانيين اكثر مما ألف بينهم.. فكيف بربكم يكون الاتفاق، وقد دخل مرحلته النهائية والحاسمة؟
المرحلة النهائية والحاسمة التي ينتظرها فولكر وصاحباه؛ الا تكون في بلد آخر غير السودان.. كيف يصل الاتفاق الاطاري الى نهاياته؛ وغالب أهل السودان غير مشاركين فيه وغير موقعين عليه.. وقائمة الموقعين على الاتفاق تمثل (أقلية) احزاب ومجموعات؛ وليس لها وجود في الشارع السوداني.
اللهم الا اذا اراد فولكر وصاحباه ان يقودوا السودان للتناحر والشقاق والخلاف.. نعم فولكر يريد للسودان ما يخططه هو؛ وما يريده هو؛ لا ما يريده أهل السودان.. وبهذا الخطاب (المستعلي) الذي يتحدث انابة عن الشعب السوداني؛ اتضح لنا تماماً حجم التدخل الخارجي الذي تقوده جهات خارجية.. وبهذا الخطاب؛ فهمنا تماماً (عبارة حميدتي) التي اعترف فيها بالتدخلات السافرة للسفارات وغيرها.
يقول فولكر وصاحباه ما يقولون؛ وغالب اهل السودان تتجه انظارهم الى القاهرة.. للمشاركة في المبادرة المصرية التي ينظرون اليها كآخر مبادرة (واعية) تعيد الأمور الى نصابها.. وتوقف عملية (سرقة) جهود أهل السودان لصالح فئة محدودة.
الغريبة ان دعوة الثلاثية لتوسيع المشاركة.. هي كلمة حق أريد بها باطل.. ونفسر ذلك بتساؤلنا المشروع: ماذا تضيف هذه المشاركة للاتفاق الاطاري؟ الذي حدد أطرافه مسبقاً كما يقول موقعوه.. وكيف ستجد المشاركة حقها في اضافة بنود لهذا الاتفاق؟.. اللهم الا اذا كانت مشاركة (شرفية) فقط.. لا يحق للقائمين بها اضافة أو حذف شولة في (الاتفاق الاطاري) المغلق على موقعيه.
الاتفاق الاطاري بطريقته الحالية لا يقبل به أي انسان عاقل؛ الاا اذا كان ضمن أطرافه الأساسية.. لأنه ببساطة يكرس السلطة في ايدي مجموعة صغيرة؛ ويرفض أن يضم لأطرافه أي جسم جديد.. لقد مضت مبادرة الاخوة المصريين وجمعت اليها عدداً مقدراً من الفاعلين في الساحة.. ولن تلتفت للوراء.
لا حل سياسي يلوح في الأفق الا اذا ارتضى الموقعون على الاطاري اشراك الآخرين في مشاركة حقيقية.. وليست كالمشاركة التي دعا لها فولكر وصاحباه.. فمتى يفيق هؤلاء من حالة الاقصاء التي يعيشونها؟. ومتى يدركون ان هذا السودان حق للجميع.. ومن حق أي سوداني ان يشارك في رسم مستقبله السياسي.. ومتى يعلمون ان ذلك ليس حكراً على جهة محددة؟

صحيفة الانتباهة