صفاء الفحل تكتب: مؤتمرات البحث عن السلطة
العمليات السياسية و(الهيلمانات) التي تجري في الخرطوم وجوبا والقاهرة جميعها لا قيمة لها ولا تمثل تأثيراً في الواقع المعاش وجميعها تعمل على تثبيت قبضة العسكر على سدة الحكم بطرق مختلفة ولن تقود البلاد إلى دولة مدنية كاملة الدسم كما يردد القائمون عليها (كذباً) وهم يدركون أنهم يكذبون على الشعب السوداني وحتى على أنفسهم .
من خلال هذه المؤتمرات تكبر يوماً بعد يوم حجم التنازلات وتكبر الهوة بين قوى الثورة (الكذوب)، إذ أن كل المجتمعين في جوبا والخرطوم والقاهرة يدعون بأنهم هم قوى الثورة الحقيقية بينما قوى الثورة الحقيقية تموت وتسحق كل صباح في الشوارع على أيدي الجنجويد والمرتزقة واللجنة الأمنية في ذات الوقت الذي يتناول فيه هؤلاء ملذات الطعام والمشروبات الفاخرة في أرقى الفنادق والمنتجعات وهم يضحكون ويحلمون بكراسي الحكم.
الواقعية والمنطق والتاريخ يقول بأن العسكر يتلاعبون بهم فهم لن يتركوا كرسي الحكم لهم وتصريحاتهم عن الإبتعاد عن السياسية ماهي إلا مناورات لكسب الزمن وتركهم لهؤلاء (الطامعون) ليتنزهوا ويجتمعوا ويتفرقوا ويضحكون ويحلمون ماهي إلا محاولات للإثبات (للمجتمع الدولي) بأن هناك محاولات ديمقراطية جارية وهم يعلمون في تقديراتهم بأنها ستنتهي بإنتهاء مراسم (البهجة) وأنهم هم أنفسهم سيعودون في النهاية إلى المربع الاول.
يجب الإعتراف بإن هناك طريق واحد للديمقراطية وأزاحت العسكر وهو طريق (الثورة الشعبية) والنضال والكفاح والعصيان والمواجهة حتي النصر، وأن ما يحدث اليوم وحتى إن آتى بحكومة مدنية فستكون تحت قبضة العسكر اللذين لن يسمحوا بالعدالة الانتقالية التي ستقودهم حتما إلى (المشانق) ولن يسمحوا بمحاسبة حلفاءهم من الفلول والأرزقية لتنتهي العملية كلها إلى دكتاتورية عسكرية مرة أخرى تتدثر بثياب المدنية فلا أحد يمكنه القول بأنه يحكم بقوة السلاح حتى أعتى الدكتاتوريات في العالم.
نعم الحقيقية قاسية والواقع مرير والطريق صعب ولكننا وإن لم نواجه ذلك الواقع بصدق وأمانة وشفافية فإننا لن نصل إلى صناعة دولة حقيقية يعمها الأمن والسلام والعدل والديمقراطية وأن لم نعترف بأننا نعمل بأنانية لخدمة ذواتنا فإننا لن نتفق على النقاط الواضحة كالشمس فكل هؤلاء المجتمعون يسعون (كما يقولون) لازاحة العسكر وصناعة دولة مدنية وجميعهم متفقون على حكومة كفاءات غير حزبية وكلهم يؤمنون بثورة ديسمبر العظيمة ويتحدثون بإسمها ولكنهم جميعاً مختلفون في إطماعهم ونواياهم القذرة وبالتالي لن يصلون إلا لتدمير الوطن.
فليترك هؤلاء (الكهول) العبث الذي يقومون به ولنعمل علي إقامة (برلمان ثوري) من قوي الثورة الحقيقية أو أولئك الشباب اللذين يخرجون كل صباح من أجل غد افضل لا يرفع فيه هؤلاء (العواجيز) مقترحاتهم لرئيس الوزراء ليختاروا بينها لتكوين الفترة الانتقالية فقد عفي الزمان على أفكارهم التي يطرحونها من خلال تلك المؤتمرات والمستقبل أبداً لهؤلاء الشباب مهما حاولوا تجاوز ذلك.
والثورة أبداً مستمرة.
والرحمة والخلود للشهداء.
ولانامت أعين المتآمرين.
صحيفة الجريدة