بخاري بشير يكتب: وتتوالى مفاجآت البرهان!
تعوّد سعادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان في كل منصة مخاطبة (عامة أو خاصة) ، أن يطلق تصريحات، واقوال تشغل الأوساط السياسية، وتطير بها الأسافير.. إذ بعد تسيده للمشهد السياسي، وتصدره لعناوين الاخبار في أعقاب لقائه وزير الخارجية الاسرائيلي إيلي كوهين يوم الخميس الماضي، قام في يوم الجمعة التالي، بالمشاركة في مناسبة اجتماعية بمنطقة كبوشية بنهر النيل وأطلق فيها تصريحات، فاجأت الوسط السياسي، وربما أربكت حسابات (قحت/ المركزي)، وربما أعادت تصريحات البرهان الاتفاق الاطاري لمحطته الأولى.
قال البرهان في تلك المناسبة وهو يخاطب جمعاً من الناس تجمهروا في عقد قران ٣٠٠ زيجة بالمنطقة.. قال إن القوات المسلحة لا تريد أن تمضي في الاتفاق الاطاري مع جهة واحدة، واضاف بل تريد القوات المسلحة أن يتشارك الجميع في تنفيذه- يعني الاتفاق الاطاري- ومضى الى القول إنه لن يقبل أحد أن تسوقه – يعني الاطاري- فئة معينة دون أن تشرك الآخرين.. هذه هي (المفردات) التي قالها السيد البرهان في احتفالات كبوشية بالزواج الجماعي، والتي سارت بها الأسافير.
تصريحات البرهان، جاءت واضحة، ولا تحتاج لتأويل،. الخلاصة منها أن القوات المسلحة لن تقبل باتفاق اطاري تقوده، أو تسيطر عليه فئة محددة، دون إشراك الآخرين.. وكلمة (الآخرين) وردت كما هي في حديث السيد البرهان، ولم يحدد من هم الآخرون.. وبلا شك أنه يعني مجموعة الرافضين للاتفاق، أو ربما يريد أن يبعث رسالة للمشاركين في ورش القاهرة، بأن الاطاري (مفتوح) لمن رغب.. لكن في ظني أن هذه الرسالة جاءت متأخرة جداً.. وإذا كان البرهان يعني تحديداً ما اراده، كان يطلق هذه التصريحات في وقت سابق لورش القاهرة.. ولم يكن هناك ما يمنعه من ذلك.
في جانب مركزي الحرية والتغيير (الفهم للاتفاق الاطاري) هو غير هذا الذي تحدث عنه البرهان، الفهم للاتفاق الاطاري عند أهل (قحت) أن الاتفاق (حددت اطرافه مسبقاً .. واي اضافة له تعني أنها (إضافة قوائم) وليست إضافة شراكة حقيقية.. ولا زالت تصريحات الناطق الرسمي لقوى الحرية والتغيير في الذاكرة، عندما قال الموقعين على الاطاري فئتان، فئة تعتبر (قوى ثورة) وهذه يحق لها اختيار رئيس الوزراء، واختيار الوزراء، ومن سواهم يعتبرون (قوى انتقال) ليس لهم أي حق في اختيار وترشيحات رئيس الوزراء.
مجموعة مركزي التغيير، قالوا إن اتفاقهم (مفتوح) لمن اراد أن ينضم له، لكنهم لن يسمحوا بالتعديل في الاتفاق، ولن يسمحوا بتغيير (شولة) فيه، بمعنى أن الانضمام للاطاري يصبح فقط تكملة (شرفية) لقوائم الموقعين، ولا تمنح صاحبها (الحق الاصيل) في تشكيل أو اختيار الحكومة المقبلة، وقالوها صراحة على لسان أكثر من قيادي إن فتح الاتفاق الاطاري، يجعله عرضة للإغراق.
بحديث كبوشية يضع البرهان نفسه في موقع آخر غير الذي اختار أن يكون فيه المجلس المركزي لقوى التغيير، وهذا يعني عملياً أن الاتفاق الاطاري حتى إذا اكمل الورش الخاصة به، لن يصل الى نهايته بتشكيل حكومة، وسيكون مجرد اتفاق على الورق.
هل يلعب الجنرال على (المتناقضات) كما زعم البعض، وأنه لا ينوي تسليم السلطة، ام أنه لمح بعين السياسي المتمرس أن ورش القاهرة، ستسحب البساط من تحت اقدام الاطاري، خاصة أن الأنباء المتواترة من ارض الكنانة أكدت التئام شمل ٧٠ سياسياً من مختلف المشارب في جلسات حوارية متقدمة، واسفرت الورش عن ميلاد ١٢ لجنة متخصصة، اختارت لها كفاءات سياسية متمرسة.. انا شخصياً أرجح الاحتمال الأخير، فقد أراد البرهان بهذا التصريح أن يمنح ورش القاهرة فرصتها في تغيير المسار.
صحيفة الانتباهة