محمد محمد خير يكتب: للحبيب الواثق البرير
إذا كان في هذا البلد الفسيح أنصاري انقذفت في قلبه هيبة الامام واشجته احاديثه المستعذبات ودفع مستحقات هذه المحبة سجناً وتشريداً وتغريباً فهو بلا شك انا .انا الذي رافقت في السجون تيراب تندل وحسين سلامة وابراهيم الامين ونقد الله وعلي العمدة وعمر نور الدائم وعبد الرسول وكل من استهدى بشعار (السودان للسودانيين ) .عرفت الانصار عن قرب وتحسست بجوارحي عمق ادبهم وعفة ألسنتهم ورجاحة فكرتهم وتوصلت منذ امد انهم طمي هذا التراب ولم تنقطع صلتي بالامام رغم تباين فكرتي عن مواقفه السياسية وموقفي الذي اتخذته عبر تجارب طويلة في المنفى والوطن .
يجدر بي هنا الاشارة الى انني لم اسمع بالواثق الا في السنوات الاخيرة رغم انه الامين العام لحزب تاريخي واحترت حينها كيف يكون الامين العام لحزب تاريخي حل مكان امين التوم وعمر نور الدائم ود. عبد النبي (لا تاريخي) !!!!
غير ان حيرتي اجاب عليها الحبيب الواثق حين كان يغامز الفارس الامير عبد الرحمن ويعلن بصرامة قابلة للمساومة انهم في حزب الامة لن يمدوا يداً لكل من تعاون مع الانقاذ والعساكر في حين ان الجالس بجانبه كان وزير السياحة للانقاذ بما يدلل ان الامين العام مجرد( مستشرق) في حزب الامة و(لا تاريخي) في كيان الانصار!!!!
المؤلم ان هذا المستشرق الذي يتبوأ زعامة حزب ينعقد جوهره على حلف البيت والقبائل يمر باكبر تحد في تاريخه فكل قياداته التي برعت في ادارة هذا الحلف هم في ذمة الله ولم يعد للحزب ظهير اقليمي بعد رحيل القذافي بما يفرض عليه ابتداع وسائل جيدة تصبح همزات وصل واعية تربط ما تبقى منه دون المساس بجوهره وتلك مهمة ليست بمستطاع الحبيب الواثق الذي استمعت له كثيراً وخرجت بانطباع انك تحسبه سطحياً في بادئ الامر ولكنك حين تراجع حديثه تتيقن بانه سطحي للغاية، لكن اهم ميزاته الايجابية انه يجتهد كثيراً كي يصل الى ( جملة غير مفيدة)
يقود الواثق حزب الامة الذي اصبح اشبه بالمعتزلة واقرب للتابع واكثر تطابقاً للناظر للسراب في مفازة التيه ولولا الاحتشادات التي نراها من حين لاخر من الجزيرة والجبلين تهفو بافئدة الانصار خلف اميرهم عبد الرحمن سليل ابيهم عبد الرحمن لطننت ان حزب الامة وكيان الانصار مثل تجمع التشكيليين والقضارف مدينتي!!!!
يا احبة الامام المرحلة الان هي مرحلة المعتقين في هذا الميدان مرحلة اعادة صوغ الفكرة دون خدش قلبها ومرحلة المقتدرين في اعادة رص الصفوف انها مرحلة النفير الاكبر ومرحلة الرؤية والكلمات.
صحيفة المرصد