مقالات متنوعة

صفاء الفحل تكتب: دعوه للفوضى


هل حقيقة حولت سنوات السجن الطويلة عبدالرؤوف أبو زيد الي شخصية غير ارهابية ليخرج من السجن وقد نبذ الإرهاب والعنف رغم علمنا أن خروجه لم يكن بسبب إعتذاره عن الجريمة التي إرتكبها ولا بسبب إنقضاء محكوميته في السجن بل خرج من السجن لأنه قد تم تسديد مبالغ طائلة لذوي الامريكي بلغت 2.5 مليون دولار أمريكي كما أعلنت إدارة الرئيس جون بايدن ولا ندري هل قام ذويه بتسديدها أم أن حكومة السودان لم يهن عليها بقاءه في السجن وفضلت دفع ديته من أموال الشعب السوداني المسكين.

وليس هذا مربط الفرس ولكن كم إستلمت أسرة المواطن السوداني الذي قتل معه في ذلك العمل الإرهابي واين تصريح أسرته بالعفو أم أن روح هذا المواطن الامريكي أغلى من روح المواطن السوداني ، إذا كان الأمريكي تم تعويض أسرته بمبلغ 2.5 مليون دولار أمريكي وهل تعتبر القضية قد انتهت بعد (العفو الامريكي ) المفترض.

والحقيقة هذا العمل في (استرخاص) الروح السودانية قد شجع بعض الجهات القانونية للمطالبة بالعفو عن كافة المحكومين بالإعدام والبالغ عددهم أكثر من أربع ألف في انتظار التنفيذ بحجج واهية وهي عدم وجود (محكمة دستورية) وأن عمليات الإعدام تلك ستأخذ زمناً طويلاً وأن الأمر سيوقف عمليات (الثأر).. ومن المؤسف أن يخرج هذا الحديث الغير (مسئول) من شخصيات لها وزنها القانوني وهو حديث (عبثي) ومردود ويحمل مدعاه للفوضى والعبث بالقانون ويصب لدينا في (خانة) الدعوة التي انطلقت في الفترة الاخيرة عن (العفو) عن قتلة الثوار حتى يمكن تحقيق العدالة الانتقالية في اطار (اغتيال) الثورة وهو أمر مرفوض لدينا بلا نقاش.

الثورة لم ولن تكن أمراً(عبثياُ)حتى يتم العفو عن قتلة الثوار بهذه البساطة وهو أمر يحاول الكثيرين الالتفاف عليه بتعطيل قيام المحكمة الدستورية وتكوين لجنة أديب الهزلية وارجاء العدالة الانتقالية وخلافه ، رغم أن القصاص (واجب ديني) قال الله سبحانه وتعالي ان فيه حياة بالإضافة الى أنه في هذه المرحلة واجب وطني لا تراجع عنه فمثل ما لهؤلاء القتلة ارواح يطالب البعض اليوم بالعفو عنها فإن للشهداء وأكثرهم من الشباب أرواح تم ذهق بعضها بصورة مروعة وشنيعة يستحيل أن ينادي عاقل بالعفو عن مرتكبها.

اطلاق سراح المجرمين والقتلة لن يعيد للبلاد أمنها واستقرارها بل سيزيد في أمن ضعاف النفوس بالافلات من العقاب وسيزيد بذلك عدد الإرهابيين والقتلة ويمنحهم الأمان فمن امن العقاب أساء الأدب

سياسة الأفلات من العقاب التي يضعها البعض في كفة ميزان استقرار البلاد كـ(مساومة) مرفوضة ويجب أن ينال كل من أجرم في حق هذا الشعب الطيب عقابه العادل .. وحتى ولو نجحت هذه الدعوات جزئياً في ظل اللادولة التي نعيشها اليوم فهناك رب عادل .. والقاتل يقتل ولو بعد حين.
والثورة ستظل مستمرة.
والقصاص أمر حتمي.

صحيفة الجريدة