مقالات متنوعة

صباح محمد الحسن تكتب: تغطية سوءة التطبيع !!


عزف الفريق الكباشي على الوتر بالنغمة السياسية التي تطرب القائد ، وعاد الي التصريح السياسي بعد صيام طويل ، وحاول ان يشكل بتصريحاته رأياً صافٍ للمؤسسة العسكرية بأكملها .
و ذكرنا بالأمس ان الفريق عبد الفتاح البرهان إن اراد ان ينكص عهده في الاتفاق الإطاري لأعلن عن ذلك دون تردد ، وتوقعنا ان البرهان ربما يخرج في تصريحات تباغت الذين ينتظرون تنصله عن الإطاري ، وجاء في اليوم الثاني وقال ( إن كثير من الناس فسروا حديثنا اننا نريد ان نتخلى عن الإتفاق الإطاري لن نتخلى عنه ولكن سنمضي فيه حسب رؤيتنا ) . وحسب رؤيتنا هذه ربما تكون اخطر من النكوص نفسه
وبعد تصريحات الفريق البرهان ، جاءت تصريحات الكباشي بكردفان الذي قال إن القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري غير كافية لتحقيق الاستقرار والمستمع لحديث الكباشي وقائده والتي تفصل بينها ساعات من الزمان يصل الي حقيقة واحدة أن المؤسسة العسكرية ليس هدفها من هذه التصريحات الذهاب او البقاء من طاولة الإتفاق الإطاري ، وان نكوصها عن الاتفاق غير وارد لكنها ربما تطالب بضم ( الكتلة الديمقراطية ) للإطاري او بإضافة عدد أكثر من جبريل ومناوي.

لكن الهدف الاساسي الذي لا يفوت على المواطن الفطن ، أن العسكريين خرجوا بهذه التصريحات في هذا التوقيت لهدف واحد وهو إلهاء الشعب السوداني والتغطية على سوءة التطبيع مع اسرائيل ، وتحويل تيار الرأي العام الجارف والمنتقد للخطوة ، وإشغاله بتصريحات التلميح بالقفز عن مركب الإطاري ، ونجحت فعليا المؤسسة العسكرية في تمرير اكبر صفقة سياسية خطيرة دون أن تتعرض لأي ضغط شعبي .
هذا بوحدة قياس أطول للتفسير ، لكن ان جاء القياس بوحدة أخرى ، نجد ان هذه التصريحات تأتي ايضا على شاكلة الرد (همزا ولمزا ) من الكباشي الي قائد الدعم السريع الذي تمسك بموقفه على خط البقاء على الاطاري وقال ( نجدد التزامنا التزاما كاملا لا لبس فيه واصفاً الاتفاق بأنه يمثل نافذة أمل للشعب في هذا الوقت الحرج)
فالبرهان وكباشي إن كانا يتحدثا عن ان القوى الموقعة غير كافية لمواصلة الإتفاق فالمكون العسكري لطالما انه ينقسم ايضا ( لملتزم وغير ملتزم ) فالأخير ايضا غير كافِ لترجيح كفة التخلي عن الإتفاق
كما أنه قد لا تكون لإختلافات السياسيين اثراً كبيرا على أمن واستقرار البلاد لكن لإختلاف العسكريين بلا شك أثر خطير .
طيف أخير:
في بريد السلطات السعودية عبر سفيرها بالخرطوم الحرية للناشط والكاتب هشام عباس المحتجز بالمملكة نتيجة بلاغ كيدي من فلول نظام المخلوع بالسفارة هناك.

صحيفة الجريدة