مقالات متنوعة

صفاء الفحل تكتب: قبل دخول الصيف

غدا الأربعاء ستكون الخرطوم مسرحاً لأحداث كبيرة ستغير بكل تأكيد العديد من ملامح سياستنا (الغامضة) حيث يصل سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي فى زيارة تمتد ليومين في ذات التأريخ يصل المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي مايك هامر بالاضافة للمبعوث البريطاني الخاص للقرن الأفريقي والبحر الأحمر سارة مونتغمري عقب جولة خليجية لها كذلك سيصل مساعد وزير الخارجية الأمريكي بالانابة بيتر لودر الخرطوم خلال الأيام القادمة كما سيصل تباعاً مبعوثون من دول أخرى مثل فرنسا والنرويج وألمانيا.
من الواضح أن البلاد ستكون نقطة ارتكاز لصيف قادم ساخن في ظل صراع استقطاب المحاور لصناعة النظام العالمي الجديد ليكون عدم وضوح رؤية الحكومة القادمة والانقسام الحاد بين اطيافها السياسية وعدم وجود سياسة واضحة للدولة هي المشكلة الوحيدة التي تواجه جميع دول العالم فتقف حائرة علي شكلية الرهان على (الحصان) الرابح الذي يمكن أن يخدم اهدافها مستقبلاً لذلك يسعي الجميع لصناعة نظام موالي لـ(محورها) ليشتعل بذلك الصراع الداخلي في محاولات الجميع لاثبات الذات وأنه مستقبل السودان القادم الذي يجب الرهان عليه للحصول علي الدعم (الآني) قبل احتدام الصراع الكبير.
وما يجهله ساستنا (المتقوقعين) في صراعاتهم الداخلية أن السودان يمثل نقطة ارتكاز استراتيجية في الصراع القادم من كافة المناحي إذ سيحتاج العالم قريباً لتأمين الأمن الغذائي العالمي بأراضيه الخصبة البكر ومصادر مياه متعددة بالإضافة لثرواته المعدنية وقبل كل ذلك لموقعه الاستراتيجي في قلب العالم وإمكانية سيطرته على الملاحة في البحر الأحمر وإمكانية الغاءه لأهمية قناة السويس إن دعت الحاجة.
كل دول العالم تحاول الإسراع لصناعة نظام ثابت بالسودان يمكنها (التفاهم) معه وهو ما سيتم خلال الفترة القادمة وضرورة تكوين حكومة مدنية مدعومة من العسكر لتثبيت المعادلة مستقبلاً فالحكومة المدنية ستقوم غصباً عن الجميع ويبقي الرهان على شكليتها ومكونين لها هو الأمر الذي تتصراع حوله القوي السياسية اليوم.
ومن الواضح شكل المحاور المصارعة من خلال شكل الصراع الداخلي فالفلول وبعض الحركات هم يشكلون المحور الروسي الذي تدعمه مصر لسبب غير مفهوم ان لم يكن محاولة تدميره من الداخل بينما تشكل أحزاب الحرية والتغيير والعسكر المحور الأمريكي بينما يظل موقف الدعم السريع ولجان المقاومة مبهما لعدة اسباب.
من المؤسف أن قادة السياسة في البلاد يحصرون كل تفكيرهم داخل صندوق ذواتهم المغلق وتعلو مصالحهم على مصالح الوطن العليا فيضيعون فرصة فتح آفاق مستقبل مؤثر للوطن ولو أنهم حكموا صوت العقل لاستفادوا من هذا التهافت الدولي لبناء وطن قوى ومؤثر مستقبلاً ولكن … الفهم قسم …
نحن ندور في دائرة أحزاب وعسكر وحركات متمردة وفلول لا تملك نظرة استراتيجية مستقبلية وكل همها مكاسب آنية ضيقة ومن الأفضل ابعادها عن مفاصل الحكم خاصة في هذه المرحلة وتكوين حكومة كفاءات مستقلة تتعامل مع كافة هذه المحاور بصورة متساوية بالإضافة للاسراع للعمل ووضع أسس لحكومة ديمقراطية من خلال انتخابات حرة نزيهة فان استمر هذا الوضع المأزوم فسيتمزق الوطن تحت مخالب الصراع الدولي الراهن.
والثورة ستظل مستمرة.
والوطن امانة لا تلاعب فيه.
والقصاص أمر حتمي.

صحيفة الجريدة