عادل عسوم يكتب.. آمنت بالله، وكفرت بقحت واليسار
أيما مسلم يعلم أن تارك الصلاة (جحودا بها) يكفر بالله، وهذا حكم شرعي منصوص ومجمع عليه في الاسلام.
وكفر الجحود والتكذيب لأسوأ أنواع الكفر، ومعناه: (أن ينكر الإنسان بقلبه و لسانه أصلا من أصول الدين، أو حكما من أحكامه، أو خبرا من أخباره المعلومة من دين الإسلام بالضرورة).
والكفر الأكبر على عمومه أربعةُ أنواعٍ:
1- كفرُ الجحود والتكذيبٍ.
2- كفرُ الاستكبارٍ والإعراض.
3- كفرُ النفاقٍ.
4- كفرُ الشك والريبة.
وكفر الجحود والتكذيب يشمل أيضا الاستحلال والتحريم، فمن يستحل ما (عَلِم) من الشرع حرمته فقد جحد، وكذلك من حَرَّم ما عَلِم من الشرع حِله فقد جحد.
والله تعالى يغضب أشد الغضب على كل من يكفر جحودا وتكذيبا، فقد أغرق فرعون ولم يقبل له توبة عندما قال {…حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} 90 يونس.
{آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} 91 يونس.
وخسف بقارون وبداره عندما جحد ولم يؤمن بأن الله هو الرزاق، قال قارون عن ما آتاه الله من مال: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي…}78 القصص.
ودمر الله قوم لوط بالخسف والحجارة لأنهم جحدوا وأتوا الذكران دون النساء، وتلك مثلية ودعوة إلى جندرة ونوع.
وقد أعلن الله تعالى الحرب على الذين يرفضون أمره بتحريم الربا حيث قال جل في علاه:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} البقرة 278 – 279
إنه اعلان بالحرب!
البشرية كلها الآن تعاني الأمرين من حرب تشنها إحدى الدول، ماذا عن حرب يعلنها الله جبار السماوات والأرض!!!
ولله المثل الأعلى.
هاهي الشعارات والمساع إلى كفر جحود تعلن وتصاغ من قحت واليسار على شعب تزيد نسبة المسلمين فيه عن97%!، ومن ذلك المسعى إلى رفض آيات القرآن وتشريعاته في المواريث، بدعوى الحرية ومساواة المرأة بالرجل، وذلك من خلال (جندرة) جعلوا له مستشارة لرئيس الوزراء لل(نوع) خلال حكومة قحط الثانية، إنه النخر في جذع شجرة (البنية الاجتماعية) لأهل السودان، إنه المسعى من شذاذ آفاق لتشكيل جديد للأسرة، أسرة يكون الزواج فيها من رجل لرجل، وإمرأة من إمرأة، بل يصل الأمر إلى زواج فتاة من كلبها!
ولايحسبن أحد بأن المجتمع السوداني محصن ضد كل ذلك، طالما الأمر تم تقنينه وسمح به القانون فلن يكون في مقدور سوداني منعه، وطالما كان فينا سعاة لتقنينه فلن نعدم الساعين إلى تطبيق ذلك على الأرض منهم…
وهاهو (الاتفاق الاطاري) ينادي ويقنن لوحدة النوع والجندر، ألم يقرا الداعون إليه قول الله:
{…وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى} آل عمران 36
وقوله تعالى:
{لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ} النساء 32.
وقوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ…} الحجرات 13
فكيف يقبل مسلم رفض آيات مثل هذه محكمة الثبوت والدلالة نزلت في الكتاب الذي سيسأله الله عنه؟!
ثم إن رفضها يعني عدم الإيمان بالقرآن الكريم الذي نزلت فيه، لعمري إنه الجحود والرفض -حتى- لأحد أركان الإيمان!
والجحود رفض تشريعات الله والنصوص التي وردت في شأن المال والاقتصاد والسياسة بدعوى (فصل الدين عن الدولة)، وكأن الله (تعالى) لايحسن التشريع إلا في الشعائر التعبدية من صلاة وصيام وحج والعياذ بالله، يوعزون بذلك للناس قائلين بأن الدين ليس سوى (علاقة فردية وشخصية مع الله)، ألم يسألوا أنفسهم إلى ماذا كان يدعو نبينا صلى الله عليه وسلم أهل مكة طوال الأحد عشر عاما من الأعوام ال13 التي أمضاها في مكة قبيل الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة؟!
إن قوام الاسلام حينها لم تكن فيه شعيرة تعبدية واحدة، فالصلاة فرضت ليلة الإسراء في مكة وبعد أحد عشر عاما من الدعوة إلى الاسلام وقبيل هجرته الشريفة، كان اسلاما ليس فيه شعيرة تعبدية واحدة، فقد فرضت الزكاة في السنة الثانية من الهجرة، وفرض صيام رمضان خلالة شهر شعبان من السنة الثانية من الهجرة، وكذلك كان فرض الحج بعد الهجرة، وبالرغم من ذلك كان (اسلاما) دعى إليه أهل مكة فرفضته قيادات لقريش ولم يؤمن به إلا قلة، وذاك يعني أن المفاهيم والقضايا التي يحويها الاسلام لاتقتصر على شعائر تعبدية فقط، وبالتالي فإنه ليس مجرد علاقة فردية بين العبد وربه، فمن يقنع القحاطة واليسار أن فهمهم للاسلام الذي ينتسبون إليه خاطئ، وانهم يجحدون؟
ليت كل محب لدينه الاسلام يحذر الانسياق خلف دعوة الجندرة ووحدة النوع، استعصاما بديننا وعدم الجحود بآيات الله…
ولنحذر الانسياق خلف دعوى الفيمينزم (رفض سلطة الأبوين) لكي نستعصم بديننا ولانجحد بقول الله تعالى:
{وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} 15لقمان
وبذلك فإن طاعة الوالدين واجبة إن لم يدعوا إلى شرك بالله.
الاسلام يا أحباب تسليم لله تعالى واخبات إليه:
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا} الاحزاب 36
آمنت بالله…
وكفرت بقحت، وباليسار.
صحيفة الانتباهة