مقالات متنوعة

احمد يوسف التاي يكتب: الأربعاء …حلبة الصراع الدولي في السودان


(1)
غد الأربعاء تستقبل الخرطوم، (7) مبعوثين دوليين، وذلك في محاولة ظاهرها تسريع التسوية السياسية وتعزيز الديمقراطية ، وإنهاء حالة الخلاف والإستقطاب بين فرقاء السياسة في البلاد…وأما باطنها الذي من قبله العذاب هو الصراع الدولى على أرض السودان التي تحولت إلى ماراثون للسباق الإستخباري العالمي ، أو حلبة ساخنة تمور باللاعبين الدوليين من ذوي الإحتراف العالي ..
(2)
وجاء في الأخبار أيضاً أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف سيبدأ زيارة رسمية للسودان غد الأربعاء تستغرق يومين، وهونفس التوقيت الذي تستقبل في الخرطوم المبعوثين الدوليين الذين سبقت الإشارة إليهم.
ويربط المحللون بالداخل بين زيارة وزير الخارجية الروسي للسودان من حيث التوقيت وزيارة المبعوثين الدوليين في إطار الإستقطاب الدولي للسودان ، خاصة وأن هذا الإستقطاب مازال يُحمى بمشاعل نتائج الزيارة الغامضة لنائب رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق (حميدتي) إلى موسكو مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية، وهي زيارة صنفت السودان في محور روسيا التي تواجه حالياً الغرب وأمريكا في حربها مع أوكرانيا.
(3)
وتضم قائمة اللاعبين الدوليين الذين يستعدون للماراثون العالمي على أرض السودان غد الأربعاء أيضاً كل من ،وزير الخارجية الأميركي للقرن الأفريقي بيتر لورد، ومبعوثة الإتحاد الأوروبي للقرن الأفريقي آنيت ويبر، المبعوث الفرنسي الخاص للإتحاد الأفريقي فريدريك كلافيه، ومدير القرن الأفريقي في وزارة الخارجية الألمانية تورستن هوتر، ومبعوث بريطانيا للسودان وجنوب السودان روبرت فيرويزر، ومبعوث النرويج الخاص للسودان وجنوب السودان جون جونسون..
(3)
وبحسب ما جاء في الأخبار الرسمية إن الزيارة الرسمية تهدف إلى الإلتقاء بالمكونات المدنية والسياسية في السودان لتقريب وجهات النظر، ودفع عملية المسار السياسي لتحقيق الإنتقال الديمقراطي،
ومقرر أن يلتقي المبعوثون ببعثة الأمم المتحدة للسلام في السودان بقيادة فولكر بيرتس، ومنظمات الأمم المتحدة العاملة بالبلاد…لكن بالتأكيد ليس هذا كل شيء…
(4)
وبإلقاء نظرة فاحصة إلى (ماراثون الأربعاء) والنتائج المتوقعة يمكن القول أن اللقاءات السرية ربما تمضي في إتجاه دعم البرهان (مؤقتاً) ريثما يفرغ من ملف التطبيع مع اسرائيل ، ومنع وجود أية قاعدة عسكرية روسية في البحر الأحمر ، وأما ظاهر اللقاءات ونتائجها المعلنة هو إنهاء (الإنقلاب) ودعم التحول الديمقراطي وقيام الدولة المدنية ، لكن السؤال المهم هل سيكون حميدتي هذه المرة خارج المباحثات مع المبعوثين الغربيين ، كما حدث في المباحثات السرية بالخرطوم مع وزير الخارجية الإسرائيلي ، اليومين القادمين وحدهما كفيلان بالإجابة …اللهم هذا قسمي فيما أملك…
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله ، وثق أنه يراك في كل حين.

صحيفة الانتباهة